الرئيسية » الاخبار »   09 شباط 2015  طباعة الصفحة

359 ألف طن العجز الفلسطيني في إنتاج القمح ونسبة الاكتفاء الذاتي 10%!

 

 
سهول القمح في طوباس

هبة أصلان
خاص بآفاق البيئة والتنمية
 
يؤمن الحاج أبو سليمان الكوبري الذي يمتلك عشرين دونماً مزروعاً بالقمح تقع شرقي محافظة طوباس بأهمية زراعة الأرض والحفاظ عليها، فهو الذي ورث هذه المساحة أباً عن جد يأبى أن يفرط في شبر واحد منها، ولم تنسه تجاعيد وجهه- التي رسمتها الأعوام السبعين من عمره- "سهل البقيعة" الذي كان قبل أربعين عاماً المنتج الوحيد للقمح في الضفة الغربية. وبالرغم من تذمر الحاج الكوبري من العزوف عن الزراعة عند الجيل الشاب، إلا أنه سعيد بأطنان القمح الثمانية التي تنتجها أرضه في سنوات الخير، وتجده متفائلاً بالتطور الذي أدخله على زراعة القمح خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقد أصبح بإمكانه زراعة الأرض وتنظيفها من الأعشاب الضارة وحصدها وفرز المحصول من خلال تراكتور يمتلكه.   
 
أرقام خطيرة
 
تشير أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2010 أن إجمالي مساحة المحاصيل الحقلية المزروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 نحو 242 ألف دونم؛ منها 42.2% (102,124 دونما) مزروعة بالقمح.  بينما نسبة مساحة المحاصيل الحقلية البعلية 93.3% (من إجمالي مساحة المحاصيل الحقلية)، أي 225,786 دونماً، مقابل 6.7% (16,214 دونما) مروية.  وبحسب مديرية الزراعة الفلسطينية في طوباس، يبلغ معدل إنتاج الدونم الواحد من القمح ما بين 150-180 كغم في سنوات الأمطار الجيدة فهو غذاء رئيسي يعتمد في ريه على مياه الامطار، لكن تبقى هذه الأرقام بالرغم من ضخامتها غير قادرة على تغيير الحقيقة القائلة بأن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني الواحد من القمح حوالي 120 كغم/سنوياً (وزارة الزراعة الفلسطينية، الرسالة الإرشادية للقمح، دائرة الإعلام الزراعي، 2014)، وأن معدل الإنتاج يقترب من 41 ألف طن سنوياً فقط، في حين أن الحاجة تصل إلى 400 ألف طن سنوياً (المصدر السابق)! أي أن نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح (الإنتاج / الاستهلاك) حوالي 10%.
 
برنامج إصلاحي
 
يتحدث الأستاذ مجدي عودة مدير زراعة محافظة طوباس عن برنامج إصلاحي من ثلاث سنوات وضعته وزارة الزراعة الفلسطينية وبدأت بتنفيذه على أرض الواقع، ويهدف البرنامج إلى زيادة إنتاج القمح باتباع مجموعة من الطرق تتمثل أولاً بإدارة التربة وحراثتها وإدارة منتجات المحاصيل حيث تعمل الحراثة على زيادة الرطوبة في محيط الجذور، وتقليل التبخر من التربة والحفاظ على محتوى المواد العضوية. ثانيها اتباع الدورة الزراعية بهدف زيادة إنتاجية الدونم من القمح من خلال تبادل القمح مع محاصيل بقولية وهكذا نقلل من إصابة الأرض بالأمراض الزراعية.
ثالث هذه الطرق هي إدارة المحصول من خلال التسميد والتعشيب ومكافحة الآفات والحصاد، ورابعها اختيار الأصناف المقاومة للجفاف.
 
قمح صنف الهيته السوداء-طوباس قمح صنف شام 3 االسوري
 
 
الأصناف المستخدمة فلسطينياً
 
عالمياً، يقسم القمح بحسب الصفات النوعية للطحين وجودته إلى نوعين، أولهما القمح الصلب الذي يمتاز بصلابته وكثرة المواد البروتينية ونوعية الجلوتين الذي يزيد من مطاطية العجين فيجعلها صالحة لصناعة الخبز، وثانيهما القمح الطري لين الحبوب التي تنخفض فيه نسبة البروتين ونوعية الجلوتين، ولصناعة الخبز نحتاج لخلطه مع النوع الأول.
أما البذور المستخدمة في زراعة القمح في فلسطين فهي البذور البلدية المتأقلمة مع ظروف المناخ الجاف وشبه الجاف في فلسطين وتكون مقاومة للأمراض والحشرات، لكن يعاني المزارع من ندرة هذه الأصناف واختفاء بعضها. هذا ويستخدم المزارع الفلسطيني مجموعة من الأصناف المحلية نذكر منها صنف "هتيه أو دبيه سودا" وهو ذات الصنف الذي يستخدمه أبو سليمان الكوبري، كما يستخدموا صنف "هتيه، دبيه بيضا"، و"هتيه صفرا"، و"كحاتات"، و"نمره 8"، و"ناب الجمل".
 
 جدول يبين مواصفات أصناف القمح البلدية في فلسطين
 
الصنف/المواصفات
متوسط الطول-سم
متوسط عدد الحبوب/السنبلة
شكل البذور
متوسط طول السنبلة-سم
متوسط الإنتاجية "حب"
كغم/دونم
متوسط الإنتاجية "قش"
كغم/دونم
هتيه – دبيه سودا
80-90
30-40
بيضاوي
6
150-220
300-400
هتيه صفرا
80-85
35-40
بيضاوي
5
180-200
380-450
هتيه صفرا
80-85
32-37
بيضاوي
5
200-300
350-500
كحاتات
80-90
40-45
مدور
4 ذات كثافة عالية
200-300
380-500
نمره 8
90-100
40-45
بيضاوي
7
230-350
470-650
ناب الجمل
80-85
40-45
متطاول
7
250-350
400-600
 
المصدر: وزارة الزراعة الفلسطينية، الرسالة الإرشادية للقمح، دائرة الإعلام الزراعي، 2014
 
هذا ولا بد من الإشارة إلى مجموعة من الأصناف الإسرائيلية المدخلة على زراعة القمح في فلسطين والتي يضطر المزارعون إلى استخدامها، وهذه الأصناف هي "العنبر، و"صنف 870"، و"أرائيل"، و"منكه"، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأصناف السورية وهي شام 3 وشام 5.
 
تفاؤل حذر
 
يؤكد عودة أنه اذا ما تم العمل وفقاً لهذا البرنامج الإصلاحي وزراعة كافة الأراضي الصالحة للزراعة الحقلية، فإننا يمكن أن نغطي 30% من الاستهلاك الذاتي في الضفة والقطاع، خاصة وأن البرنامج يهدف إلى إعادة التوجه نحو زراعة القمح خاصة في ظل الارتفاع الهائل بأسعاره عالمياً وارتفاع أسعار الأعلاف، كما يشمل البرنامج التوجه نحو مكننة العملية الزراعية توفيراً للوقت والجهد والتكلفة، لتصبح الآلة مسؤولة عن العملية الزراعية من حصد، ودرس، وفرز "تفرز في خزانين للقمح والعلف".
محافظة طوباس بدأت بتطبيق البرنامج الإصلاحي من خلال استخدام أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ملائمة للمناطق المزروعة فيها، حيث قامت الوزارة بتوزيع هذه الأصناف على الجمعيات التعاونية والمزارعين، وتتدخل الوزارة في إعطاء السماد والمبيدات العشبية المناسبة والمتابعة مع المزارعين وتوجيههم بهدف تحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج الإصلاحي، فتمت تجربة الأصناف المستخدمة وأيها أكثر تحملاً للبيئة المزروع فيها والأمراض الزراعية وأيها أكثر إنتاجية.
 وقد نجحت هذه التجربة في سهول طوباس، تياسير وعقابا، فطوباس التي تمتلك حوالي 30 ألف دونمٍ مزروع، أصبحت قادرة لوحدها على إنتاج ما بين 150-200 كغم من القمح للدونم الواحد، ووفقاً لمعطيات هطول الامطار نهاية العام 2014 فإن الدورة الزراعية الحالية ستشهد إنتاج 300 كغم في سهول طوباس وتياسير وهذه أرقام جيدة،  لكن وبالرغم من جميع المعطيات الإيجابية التي ذكرت أعلاه يؤكد عودة على استحالة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وإن تم استغلال كل الأراضي وزدنا كمية الإنتاج.
 
مناطق الزراعة
 
يزرع القمح الذي يمثل أمن غذائي ووطني للفلسطينيين في كانون الثاني ليبدأ حصاده في حزيران، وتتوزع زراعته في ثلاث مناطق هي: الشرقية والجنوبية "الحدية" والتي توصف تربتها بالجيدة، ومعدل الملكية فيها مرتفع نسبياً ولكن تبقى معدلات أمطارها منخفضة وتتراوح ما بين 250-350 ملم، وتعتبر هذه الأراضي أكثر مساهمة في إنتاج القمح، فتنتج ما نسبته 50% من إجمالي المحصول في الضفة الغربية (وزارة الزراعة، المصدر السابق).
ويزرع القمح في المناطق الجبلية الوسطى والتي تمتد من جنين شمالاً حتى الخليل جنوباً، وهذه المناطق يتجاوز ارتفاعها عن سطح البحر في بعض المناطق 1000 مترٍ، وتوصف تربتها بمتوسطة الجودة وهي ذات أراضٍ وعرة ومعدل الملكية فيها منخفض وتتراوح نسبة الأمطار ما بين 350-450 ملم/السنة وتزداد كلما اتجهنا شمالاً، لتساهم في نهاية المطاف بـ 30% من حجم المحصول (المصدر السابق).
أما المناطق الغربية والشمالية الغربية "شبه الساحلية"، فتضم سهول جنين الشمالية والغربية وأراضي طولكرم والمناطق المحيطة والتي يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر 100-300 مترا، ويزيد معدل سقوط الامطار فيها عن 450 ملم/السنة، فتجد تربتها جيدة مما يجعلها قادرة على المساهمة في 20% من إنتاج فلسطين من القمح (المصدر السابق).
 
أسباب تراجع زراعة القمح
 
بالرغم من أن زراعة القمح هي زراعة بعلية تعتمد على مياه الأمطار، فقد شهدت زراعته خلال السنوات العشر الأخيرة تراجعاً يعود إلى مجموعة من الأسباب تضاف إلى تذبذب الأمطار، وتتلخص هذه الأسباب في قلة الأرباح للدونم الواحد وهذا مرده إلى زيادة تكاليف الإنتاج وتدهور الأصناف المستخدمة، وقلة مقاومة الأصناف للآفات والأمراض. أما باقي الأسباب فتتمثل في تفتت الملكية، والزحف العمراني ومصادرة الأرض، وهنا يؤكد مدير زراعة طوباس إلى إتلاف الاحتلال لمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار الشمالية، يستخدمها لغرض التدريبات والمناورات العسكرية، كما يعرقل الاحتلال دخول أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية.
ويضاف إلى أسباب التراجع، التغيير الحاصل في النمط الزراعي وتحويل الأراضي الحقلية إلى أراضي بستنة، وضعف الإرشاد الزراعي والبحث العلمي وعدم اتباع الدورات الزراعية المناسبة.
 

مرشد زراعي يقدم الارشادات للمزارعين في طوباس
 
جمعية حماية المستهلك:إعادة الاعتبارلزراعةالقمحوالحبوب
 
يعتمد المستهلك الفلسطيني في استهلاكه للقمح على عدد من المصادر إلى جانب الإنتاج المحلي، خاصة وأن صناعة الدقيق المحلية لا تغطي سوى 10% من حجم الاستهلاك، لذلك يتوفر في الأسواق الفلسطينية دقيق مستورد من تركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وأسعاره منخفضة وله حصة سوقية. 
وعن دور جمعية حماية المستهلك الفلسطيني أشار الأستاذ صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني إلى الجهود التي بذلتها الجمعية للوقوف على حقيقة الجهود التي تقوم بها وزارة الزراعة ومجلس الحبوب لإعادة الاعتبار لزراعة القمح والمساهمة في تنمية عناصر السيادة على الغذاء، منوهاً إلى جهود الراصد الاقتصادي ومن ثم جمعية حماية المستهلك منذ العام 2000 لبناء صوامع قمح تخلق حالة من الاطمئنان من ناحية الأمن الغذائي وتمنع من جهة أخرى تذبذب الأسعار والاضرار بالمستهلك، إلا أن هذا الجهد لم يصل إلى نتيجة مع الحكومة الفلسطينية التي طرحت المشروع في العام 2007 بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، وبقيت تطرحه ضمن خطة التنمية الوطنية واستمر الحال كذلك إلى أن تم ترحيله إلى مشروع مشترك مع القطاع الخاص ولم ينفذ.  ونوه إلى وجود عدد من المطاحن الفلسطينية إحداها ذات سعة استيعابية عالية، في حين تعتمد باقي المطاحن الصغيرة على الاستيراد نظراً لعدم كفاية الإنتاج المحلي.
وتابع هنية: "هناك محاولات لزراعة القمح في جنين والساوية وهي زراعة عضوية تستخدم خصيصاً لإنتاج الفريكة والمفتول وتصدر غالبها إلى الخارج منتجة جاهزة عدا الفريكة التي تباع في السوق الفلسطيني".
هذا ويؤكد هنية أن الدقيق الإسرائيلي مرفوض بكافة أصنافه كمنتج إسرائيلي، وفي المقابل هو غير مطابق للمواصفة كالتدعيم، ولا نعرف مراحل الإنتاج مع إمكانية وجود خط إنتاج للفلسطينين وآخر لإسرائيل. 
وعن النجاح الذي حققته جمعية حماية المستهلك في حث المواطن الفلسطيني على اعتماد المنتج الفلسطيني من الطحين في غذائه، يؤكد هنية على نجاح الجمعية في حملات إقناع المستهلك الفلسطيني جزئيا ولكن بنسبة افضل بكثير من النسبة عام 2000 عند انطلاق انتفاضة الاقصى، حيث بات الاعتماد واضحا من المستهلك على الدقيق الفلسطيني والسميد والدقيق الأسود،  خاصة إذا ما علمنا أنه ينتج مدعماً ومطابقاً للمواصفات الفلسطينية، وقد رحبت الجمعية بملاحظات المواطنين المتعلقة بالمنتج المحلي، والتي يتم معالجتها من خلال مناقشتها مع المنتجين وزيارة المطاحن للوقوف على الوضع.
ويتابع: "نحن نركز أكثر على المنتج الفلسطيني بكافة أصنافه كمدخل للإنتاج في المخابز والمصانع والمطاعم وهذا أمر متفاوت بين إسرائيلي ومستورد، رغم بداية صعود حصة الفلسطيني بغض النظر عن مصدر الإنتاج".
كما تحرص جمعية حماية المستهلك على وجود معادلة متوازنة بين المستهلك والمزارع في إنتاج الحبوب، لذلك تسعى جاهدة إلى إعادة الإعتبار لزراعة القمح والحبوب وعدم طغيان العمران على الأراضي الزراعية المتبقية للحبوب في سهل مرج ابن عامر والمناطق الخصبة في الجلمة والساوية واللبن، وأراضي ترمسعيا التي كانت مصدرا زراعيا مهما في محيط مدرسة ترمسعيا، وكان الشباب الفلسطيني في السبعينيات يشارك في أعمال تطوعية لقطف المحاصيل من أراضي ترمسعيا الخصبة، وكذلك أراضي خضوري الزراعية، وهذا أمر بتنا نفتقده.
وفقاً لجمعية حماية المستهلك الفلسطيني فإن المطلوب اليوم في مجال إنتاج القمح في فلسطين هو سد الفجوة بين كمية الإنتاج في الحبوب والإحتياج الحقيقي في السوق، وهذه قضية من مسؤولية وزارة الزراعة وخطة التنمية الوطنية لتطوير وإعادة الاعتبار لزراعة الحبوب في فلسطين في المناطق الزراعية التاريخية وتوجيه المخطط الوطني المكاني لخدمة القضايا الزراعية وتصويب موازنة القطاع الزراعي في الموازنة العامة وحصتها، خاصة أن الأمن الغذائي عامل حاسم.
 
عادل سمارة: الاقتصاد الفلسطيني في "مصيدة"
 
وعن أهمية الزراعة بشكل عام وزراعة القمح بشكل رئيس من وجهة نظر الاقتصاد السياسي، يحللّ الدكتور عادل سمارة الموضوع ويرى أن الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني هو صراع على الأرض بالمقام الأول، لذلك كلما استغلت الأرض بشكل أكبر لتصبح مصدراً للرزق، فهي تتحرر من المصادرة وتجعل موقفنا أمام العالم أقوى.
في حديثه أشار سمارة إلى أن الاقتصاد الفلسطيني في "مصيدة" لذلك تكمن حلول النهوض بالانتاج الزراعي في مجموعة من النقاط الرئيسية، أولها توجيه قوة العمل من جديد نحو الزراعة كعملية تشغيلية فإنتاج القمح مشكلة عالمية، لذلك التوجه نحو زراعة القمح مهم لنتمكن من الوصول إلى نوع من السيادة، ويجب علينا أن لا نترك الأمر لعفوية المزارعين. وثانيها منع السلطة الفلسطينية للزحف العمراني والبناء في الأراضي الزراعية، ثالثها توفير الأدوات والتكنولوجيا الحديثة اللازمة لإنتاج أكبر، وإيجاد وحدة معدات تقدم التسهيلات الزراعية بأسعار معقولة من خلال سياسة واضحة، بالإضافة إلى توفير القروض الميسرة وفتح نافذة تنموية أكبر وأقوى، فإذا ما اتبعنا هذه الخطوات سننجح في تغطية 30% من الاستهلاك وربما أكثر.
قضية أخرى تحدث عنها المحلل السياسي-الاقتصادي تناولت الجانب التعاوني الذي اعتبره مهم ومحفز وذلك من خلال تشكيل الجمعيات التعاونية والدفع نحو الاستثمار فالأرض اذا زرعت بالقمح تجدها تمثل حلقة إنتاجية متكاملة للإنسان والحيوان.
اذا، العجز الفلسطيني كبير في إنتاج القمح، ومهما أتبع من إجراءات تبقى المشكلة موجودة وكذلك الحلول للوصول إلى نسبة معينة من الاكتفاء الذاتي، والفلسطينيون مطالبون بوضع السياسات والخطط للحفاظ على الأرقام الموجودة وهذا أضعف الإيمان، وإلا فإن الاعتماد على الاستيراد سيزداد حجماً وتلحقه التبعيات السلبية التي لا نعتقد أن الجسم الفلسطيني قادر على تحمل المزيد منها.