سفرة زمان (توثيق المأكولات التراثية الريفية الفلسطينية) صلاح هنية
بدأت بتصفح كتاب (سفرة زمان) استعداد للتعاطي مع متطلبات نشرة منتدى الخبرات في بلدية رام الله، ويهدف الكتاب لتوثيق المأكولات التراثية الريفية الفلسطينية وتم توثيق 20 اكلة تراثية مع طريقة التحضير وفوائدها ومكوناتها ووقت تحضيرها وبالاخص اذا كانت موسمية،ويتجسد الهدف من الكتاب ان يتم افتتاح مطعم في جمعية تراثنا الاصيل للمرآة في بيت جالا ضمن مشروع دعم القدرات المؤسسية والاقتصادية لمؤسسات المجتمع المدني الذي ينفذه المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالشراكة وبتمويل من منظمة وي ايفكت السويدية.
وتعمل جمعية تراثنا الاصيل كمؤسسة خيرية ترخصت بالعام 2008 من وزارة الداخلية لتشغل مجموعة من النساء في مدينة بيت جالا غالبيتهن من صاحبات الخبرات بتصنيع المأكولات البلدية والريفية مثل الزعتر والملبن والدبس وخل التفاح والعنب والقطين، وبعض المربيات مثل المشمش وغيرهابعض انواع التصنيع الاخرى مثل المفتول والكبة والمعجنات. لدى الجمعية مقر تراثي جميل عبارة عن متحف بسيط من المقتنيات التراثية وتم تأهيل وحدة التصنيع الغذائي للجمعية من خلال مشروع دعم القدرات المؤسسية والانتاجية لمؤسسات المجتمع المدني في فلسطين 2014-2016، الذي ينفذه المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ESDC بتمويل من منظمة وي ايفيكت، وتم توثيق المأكولات التراثية من خلال تبني تنظيم حلقة دراسية داخل الجمعية في جمعية تراثنا الاصيل.
ويفيد جمال مبسلط اخصائي بناء القدرات في المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ان مجالات عقد الحلقة الدراسية متعددة منها الطبخ، المجالات الزراعية بما فيها تربية الثروة الحيوانية، أنتاج الاجبان، التسويق، التوفير والاقراض، الزواج المبكر، التاريخ، الصحة، بهدف ترويج هذه الحلقات في أكثر من موقع وتم تنظيم الحلقة الدراسية بحضور 13 عضوة واختارت عضوات الجمعية عنوان الحلقات الدراسية (توثيق المأكولات التراثية الريفية الفلسطينية).
ويتضمن الكتاب المأكولات والمشروبات التراثية الريفية الفلسطينية التي تتشابه مكوناتها عند العديد من الشعوب، الأ ان بعض الشعوب ابتكرت طرقا في صناعة اغذيتها ومشروباتها، وتفننت في أدخال عناصر أخرى إليها تميزها عن باقي الشعوب.
فأهل فلسطين قبل 1948 كانوا يحققون اكتفاءً ذاتيا وآمنا غذائيا من ارضهم وبياراتهم وبساتينهم، والحليب من ماشيتهم ويصنعون مشتاقاتها في داخل بيتوهم، وبعد النكبة اختلط شعب فلسطين ببقية شعوب الارض جراء نشوء قضية اللاجئين والهجرة الى اصقاع الارض وحضور شعوب الارض الى فلسطين مهد الديانات ليضفوا خلاصة مهاراتهم الى اهالي فلسطين عبر تمازج ثقافي يثري المعارف واساليب العيش الفلسطينية.
تشتهر قرى وريف فلسطين عامة بالبحتة والارز بحليب المحلى بالسكر والهيطلية المصنوعة من الحليب المجمد بنشاء القمح البلدي والمضاف إليه السمن كما تشتهر قرى الجبل عامة والريف الفلسطيني بخبز الطابون وتشتهر رام الله بالقطين (التين المجفف) تشتهر يافا بالفطير، وتشتهر نابلس وعكا بالتمرية، والاغوار وطوباس تشتهر بالمفتول والكرناسة والارز باللبن والمجدرة والبرغل. أما المأكولات التقليدية الخاصة بالاعياد والمناسبات تتداخل العادات والتقاليد بحيث اصبحت جزء من العيد والمناسبات الاجتماعية تدلل عليها.
وتشمل المأكولات التراثية المتضنة في الكتاب المقلوبة، ورق الدوالي، العكوب باللبن الرايب، المجدرة، الششبرك، الفريكة، المشاط، رشتا وعدس (رقاق)، الزلابية، الفتوش، الفلافل، التطلي أو المربى (المشمش، السفرجل، الخشخاش، الفراولة، العنبية، التين، الزعرور، الخوخ)، الحلويات (القطايف، المطبق، النمورة الفلسطينية، العوامة، البسيسة، الكلاج، المهلبية، كعك القزحة)، المكابيس (الزيتون الأخضر، كبس ورق الدوالي)، العصائر وخل التفاح والعنب، المشروبات (الشاي، القرفة، التمر هندي، الخروب، عرق السوس: شراب السوس، القهوة العربية)، قمر الدين، الدبس.
الكتاب مهم والحلقات الدراسية مهمة وتوثيق المأكولات التراثية محور مهم في حفظ التراث واحياءه عبر الجمعيات النسوية وغيرها.