معظم المواد الغذائية تحتوي على بطاقة بيان خاصة بها تبعاً لقوانين معينة مثل المكملات الغذائية والمعلبات والمجمدات والأطعمة المدعمة وجميع الأطعمة المصنعة إضافة إلى بعض الأطعمة الطازجة المغلفة.
لماذا بطاقة البيان هامة للمستهلك؟
تعتبر بطاقة البيان هوية للمنتج ولها أهمية كبيرة للمستهلك لتَعرُّف محتويات المادة الغذائية مما يساعده على تحسين اختياراته إضافة إلى مقارنة المنتجات من الصنف نفسه بعضها ببعض ليختار منها ما يناسبه صحياً ويناسب احتياجاته من الطاقة والعناصر الغذائية.
تزود بطاقة البيان المستهلك بنسب للعناصر الغذائية الكبرى والصغرى نسبة إلى حصة معينة ما يساعده على تحديد استهلاكه اليومي من هذه العناصر الغذائية وتعويض المنقوص منها، إضافة إلى ما تزوده به من معلومات تعنى بجودة المنتج مثل محتواه من الدهون المشبعة وغير المشبعة والكولسترول التي لها تأثير على الصحة ويعتبر تحديدها هاماً.
ما المعلومات التي تحتويها بطاقة البيان الغذائية تفصيلاً
بطاقة البيان الملصقة على عبوة المنتج أو غلافه تحتوي على معلومات عامة ومعلومات أخرى تفصيلية حول المنتج، وتبدأ المعلومات باسم المادة الغذائية، واسم الشركة المصنعة، وبلد الإنتاج، واسم المستورد، وتعليمات النقل والتخزين، وطريقة للتواصل بما يتعلق بالمقترحات أو الشكاوى.
إحدى المعلومات الأكثر أهمية في بطاقة البيان هي فترة حياة المنتج أو مدة صلاحيته التي تعتبر من المعلومات الهامة لصنع المادة الغذائية ومستوردها وموزعها والمستهلك، وليس للمستهلك فقط، وتعني الفترة التي يمكن استهلاك المادة الغذائية بها من دون وجود أي خطر على الصحة، ويعبر عنها بتاريخ الإنتاج أو الانتهاء، أو بمصطلحات مثل "الاستخدام حتى تاريخ محدد" وتستعمل للأطعمة القابلة للفساد، ومصطلح "يفضل الاستهلاك قبل تاريخ محدد" وتستعمل للأطعمة غير القابلة للفساد بسبب الميكروبات.
معلومة أخرى ذات أهمية بالغة على بطاقة البيان وهي كمية محتوى العبوة من المادة الغذائية، وتساعد هذه المعلومة في تحديد الحصة الغذائية للمستهلك وبناء عليها نسب المكونات والمحتويات في المنتج، وتبعاً للقوانين الدولية وقانون حماية المستهلك تقدر الحصة من المادة الغذائية بمقدار 100 غم للمواد الصلبة و100 مل للسائلة، إلا أن على المستهلك التأكد من مقدار الحصة المدونة على بطاقة البيان (مثلاً كوب للمواد السائلة).
السعرات الحرارية ونسب العناصر الغذائية تعتبر هامة جداً إذ توضح بطاقة البيان كمية السعرات الحرارية التي تحتويها الحصة الواحدة من المنتج أو قد تكون على شكل السعرات الحرارية في الكمية الكاملة (الوزن الصافي) ويحسب المستهلك من خلال عملية بسيطة السعرات الحرارية التي استهلكها، مثلاً تحتوي مادة غذائية 200 غم ككل على 500 سعر حراري فإذا تناول المستهلك نصف الكمية (100 غم) فقد استهلك 250 سعراً حرارياً، أما نسب العناصر الغذائية فتمكِّنه من تَعَرُّف البروتينات والكربوهيدرات والدهون بتصنيفاتها في كل منتج غذائي إضافة إلى نسب الفيتامينات والمعادن كالصوديوم والبوتاسيوم والحديد، وتعتبر ذات أهمية كبرى بخاصة لمن يعانون مشكلات صحية كالسكري أو الضغط أو النقرس.
مكونات المادة الغذائية أو محتوياتها هامة للمستهلك بخاصة من يعانون أمراض الحساسية، فمثلاً مرضى السيلياك (حساسية القمح) يعتبر من المهم لهم عدم استهلاك أي حبوب كالقمح أو الجاودار، لهذا يجب الاطلاع على المكونات قبل شراء المنتج تجنُّباً لأعراض الحساسية التي قد تصل إلى الموت في بعض الحالات، ومن الأمثلة الأخرى مرضى الفينيل كيتون يوريا ومرضى عدم تحمل اللاكتوز.
كيف يمكن لقراءة بطاقة البيان تحسين الصحة العامة وحماية المستهلك من المرض؟
الحفاظ على الصحة هام لكلا الشخصين المستهلك الصحيح والمستهلك الذي يعاني ظرفاً صحياً معيناً، ومن هنا كان تسليط الضوء على كيفية قراءة بطاقة البيان هاماً جداً إذ يساعد المستهلك على تحسين اختياراته تبعاً لحالته الصحية ونظامه الغذائي.
تعتبر كمية السعرات الحرارية أول النقاط ذات الأهمية صحياً للمستهلك إذ تساعده على تحديد كم الطاقة التي تناسب احتياجاته يومياً. وبما أن بعض المنتجات الغذائية تحتوي على كميات كبيرة جداً من السعرات الحرارية كأصناف من الشوكولاتة أو اللحوم المصنعة فالحرص على معرفة كم الطاقة التي يتزود بها المستهلك تبعاً لكمية معينة مهم صحياً.
بالانتقال إلى العناصر الغذائية الكبرى وهي البروتين والكربوهيدرات والدهون تنتقل الأهمية لمتبعي الحميات الغذائية ولمن يعانون مرضاً معيناً، فمثلاً مريض السكري بقراءة بطاقة البيان يمكنه اختيار المنتجات الغذائية الأقل بمحتواها من الكربوهيدرات والسكريات، بينما يختار مريض الضغط المواد الغذائية الأقل بمحتواها من الدهون والكولسترول، وبملاحظة العناصر الغذائية الصغرى يجب اختيار الأغذية الأقل بمحتواها من الصوديوم.
تفصيلاً للدهون وبما أنها تنقسم إلى دهون مشبعة ودهون غير مشبعة ودهون متحولة وكولسترول فيجب على المستهلك مثلاً أن يلاحظ نسبة الدهون المشبعة ذات المصدر الحيواني غالباً ولكنها قد تكون من مصدر نباتي كزيت جوز الهند، إذ إن استهلاك هذه الدهون بكميات كبيرة يجعل الشخص عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين والسمنة، ويجب أن تكون النسبة في المادة الغذائية أقل من 5% وكلما كانت أقل كان أفضل صحياً، أما الدهون المتحولة أو الدهن النباتي فيجب تجنب استهلاك المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية منها لأنها تعتبر مسبباً لرفع الدهنيات الضارة بالدم والكولسترول، ويعتبر استهلاك ما يفوق 300 غم من الكولسترول يومياً في كل المواد الغذائية المستهلكة للشخص الواحد مضراً بالصحة.
الصوديوم يعتبر هاماً للصحة والعمليات الحيوية في الجسم ولكن استهلاكه بنسبة كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم وتالياً يعرِّض الشخص للتجلطات وانسداد الشرايين، ويجب أن تكون نسبته أقل من 5% في المادة الغذائية.
تعتبر نسبة الألياف هامة جداً للصحة إذ تعمل الألياف الغذائية على خفض الكولسترول والدهون الضارة، إضافة إلى تحسين الهضم وتعزيز عمل الجهاز الهضمي، وكلما زادت نسبة الألياف في المادة الغذائية أكبر كان ذلك أفضل، وننصح بالمواد الغذائية التي تزيد فيها نسبة الألياف على 20%.
الشخص السليم الذي لا يعاني أي ظرف صحي كلما زادت نسبة الفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين ج في المادة الغذائية كانت القيمة الغذائية للمادة أعلى وبالتالي أكثر إفادة صحياً.
إن تعلُّم المستهلك كيفية قراءة بطاقة البيان والمصطلحات المرتبطة بها يعتبر هاماً لتحسين جودة الحياة باختيار المنتج الصحي والأنسب للمستهلك تبعاً لمتغيرات فردية مرتبطة به كحالته التغذوية وحالته الصحية، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين الصحة العامة بالمجتمع وتجنُّب الأمراض المزمنة بخاصة المرتبط منها بالنمط الغذائي على المدى الطويل.