بقلم نسرين حاج احمد. 

 

العديد من الحملات التي رافقناها أو دربناها في أهل، لجأ لاستخدام العريضة كأداة مساهمة باحداث التغيير. فأحببت التأمل بهذه التجارب وما تعلمته عن تنظيم العريضة، وكذلك قمت بالقراءة والبحث في بعض المراجع والمقالات المختصة. ونتيجة لذلك خرجت بهذا الدليل الذي أشارككم به. علماً أننا نتحدث عن العريضة مفترضين أننا نستخدم طرقاً مختلفة لجمع التواقيع سواء ميدانية أو الكترونية. ولذلك لا نمايز بين العريضة الالكترونية والميدانية فهو مجرد اسلوب مختلف لجمع التواقيع.
يسرنا أن تكتبوا لنا ان وجدتم هذا الدليل مفيداً، أو إن كان لديكم المزيد من الأسئلة. ويسرنا أكثر مشاركتنا تعلمكم من تجربتكم مع العرائض.

 

 

العريضة هي:

العريضة هي رسالة مكتوبة بشكل رسمي تُبرز قضية، وتحدد مطلباً موّجها لصاحب القرار أو السلطة، و تكون الرسالة موقعة من مجموعة أشخاص. هنالك مُسميات مختلفة للعريضة مثل رسالة جماعية، او بيان جماعي، وفي الحالتين قد تكون الرسالة الجماعية أوالبيان الجماعي بمثابة عريضة ان كانت موجهة لجهة محددة، تحوي مطلباً محدداً، وموقعة من قبل اكثر من شخص او جهة. والعريضة تكتيك في العمل الجماعي الساعي للتغيير لتوضيح موقف الشعب او فئة من الشعب اتجاه أمر معين وللمطالبة بالتغيير.   

 

 

لماذا نُطور عريضة؟ هل ما زال هنالك فائدة من العرائض؟

لا يوجد جواب قاطع. الإجابة متعلقة بقضيتكم واستراتيجيتكم.
خذوا بعين الاعتبار أن العرائض بإمكانها أن تخدم أكثر من هدف، منها.
1. العريضة وسيلة لإثارة قضيتنا بالشارع واثارة اهتمام الناس، توعيتهم وربما إقناعهم بقضيتنا وهي فرصة لتطوير فهم خطاب القائمين على القضية  آخذين بعين الاعتبار ردود الفعل وتجاوب الناس.
2. العريضة أداة لبناء قاعدة بيانات المتضامنين معنا للتواصل اللاحق معهم وتفعيلهم.
3. تزايد عدد الموقعين على العريضة نحو هدف رقمي محدد يُحفز أهل الحملة ، ويعطي فرصة للاحتفال بنجاحات صغيرة.
4. الأعداد الموقعة على العريضة تعطي دليلاً رقميّاً محسوساً لأهل الحملة، وللإعلام وللناس عن التغير الذي يحصل في الرأي العام خلال حياة الحملة.
5. العريضة بأعدادها الكبيرة تُحصن الحملة او الحركة ضد إدعاء المعارضين بأنّها تحرك نخبوي أو فئوي موّجه، لا يعبر عن ارادة الأغلبية.
6. العريضة أداة ضغط شعبية محلية أو دولية  تُقدم  بالشكل المناسب وأحياناً بشكل قانوني بحسب قوانين الدولة لصاحب السلطة او القرار. 

 

 

هل تكفي العريضة لتحقيق التغيير؟

لا. بالعادة لا تكفي.
الأفضل أن يتبنى فريق الحملة فرضية تغيير كاملة لتحقيق هدفهم. ويترجموا تلك الفرضية لمجموعة تكتيكات تهدف إما لبناء قاعدة تضامنية فيها قوة، أو لتوجيه تلك القوة للضغط على صاحب القرار.
مثال:  اذا كانت الحملة ضد شركة خاصة لا تنصف موظفيها، فيتبنى فريق الحملة فرضية تغيير فحواها: اذا الحقنا بالشركة خسائر مادية سوف تنصاع لمطالبنا لانصاف الموظفين. ومن ثم تترجم هذه الفرضية بتكتيكات مثل مقاطعة او فضح اعلامي و عريضة شعبية تندد بالشركة ويلتزم موقعها بمقاطعة الشركة إن لم تنصاع بتاريخ كذا مثلاً.
مثال آخر:  ان كان هدف الحملة الضغط على الحكم المحلي لمنطقة ما لعلاج مشكلة النفايات وكانت فرضيتهم للتغيير هي الضغط الشعبي  لإخراج رئيس البلدية من موقعه، فستكون هنالك تكتيكات مختلفة، مثل عريضة شعبية توجه  لمن عيّن رئيس البلدية لسلب السلطة منه، مصحوبة بفعاليات ميدانية للتعبير عن الاستياء والمطالبة بإقالة رئيس البلدية.

 

 

هل ضروري ان نضغ هدفاً رقمياً للعريضة؟ كم توقيع نريد أن نحصد ومِن مَن؟

نعم وبالذات إن كان لدينا مساقاً قانونياً لاستخدام العريضة للضغط والتغيير. فنعود للقانون ونلتزم بعدد التواقيع المطلوب كحد أدنى.

وإن لم يكن هنالك تحديداً قانونياً لرقم محدد، يكون تحديد هدف رقمي للتواقيع أيضاً مهم جداً لتحفيز أهل القضية فيجتهدوا للوصول إليه  ولإثارة اهتمام الاعلام بذلك السباق الذي نتنافس فيه نحو خط نهاية رقمي واضح.

ونُحدد أهدافاً رقمية مرحلية، فربما هدفنا النهائي 50 الف. وبالبداية ولغاية قمة حملتنا القادمة سنكون قد حصلنا على 1000 توقيع ولغاية افتتاح جلسات البرلمان نكون قد حصدنا 20000 توقيع وهكذا.  وبالاقتراب من تلك القمم، يتزايد جهد أعضاء حملتنا ومتطوعينا لتحقيق هذه الأهداف الرقمية المرحلية وتصبح سبباً لنحتفل بالتقدم معاً.

تشجَّع. ليس بالأمر السهل، تحديد الهدف الرقمي النهائي الذي نريد ان نصل له إن لم يكن محدداً بالقانون لأن ذلك يعتمد ذلك على فهم الواقع والقضية، وحجم التكافل الاجتماعي الذي يشكل ضغطاً مؤثرا.
تفاصيل؟

في نقاش الهدف الرقمي تخرج اسئلة مهم الإجابة عليها مثل:

هل ضروري أن يكون الموقعين على العريضة فوق ال18 سنة؟
هل ضروري او قانوني أن نطلب من الموقع رقم هويته او رقمه الوطني؟
هل ضروري أن يكونوا حاملي جنسية الدولة؟
هل ضروري أن يكونوا ساكني منطقة محددة؟
هل ضروري أن يكونوا من المتأثرين بالقضية بشكل مباشر؟
هذه الأسئلة وغيرها لا يوجد لها إجابة صحيحة او خاطئة فالإجابة الأنسب تعتمد على حيثيات قضيتكم وواقعكم والقوانين. 

 

 

لمن نوجه العريضة ؟

نُقدمها للجهة المسؤولة، أو صاحبة السلطة، التي بإمكانها تحقيق التغيير الذي نطمح إليه. ويفضل أن نجسدها في شخص – بإسم محدد- ليتعاطى معها بشكل شخصي وبإحساس بالمسؤولية كونها وجهت له ذاته وليس للمؤسسة أو الجهة بشكل عام.  ولمعرفة الجهة التي نوجه العريضة لها يجب علينا كقائمين على الجهد أن نُجري البحث اللازم ونطور فرضيتنا لتحقيق التغيير متحققين من أن توجيه رسالة لهذه الجهة (متمثلة بشخص محدد) لا ينافي أو يناقض أخلاقياتنا أو ثوابتنا السياسية.

مثال: إن كنتم تريدون تغيير مادة قانونية، فربما الأفضل أن توجه العريضة  إلى المجلس التشريعي أو إلى لجنة محددة  في المجلس بحسب الاختصاص.
مثال: إن كنتم تريدون من شركة خاصة إحترام حقوق حقوق العمال بما يتعلق بالاجازات مثلاً،  فربما عليكم توجيه العريضة إلى مدير عام الشركة، او رئيس مجلس الإدارة أو وزير العمل بالتزامن مثلاً مع متابعة قضائية بالمحاكم.
مثال: إن كانت الشركة مدرجة بالتداول فربما توجهون العريضة لمالك الأسهم، أو مُلاك الأسهم لتقدم قبل اجتماع الهيئة العمومية للشركة.
مثال: إن كنتم تريدون إلزام دولة بحقوق انسان دولية فربما توجه العريضة إلى رأس الدولة، او إلى الأمم المتحددة متمثلة برأيسها أو ربما لدولة مانحة أو صندوق مانح محدد.

وهكذا فمضوع لمن نوجه العريضة مرتبط إرتباط تام بهدفنا من العريضة وكذلك باستراتيجيتنا والتي ترتبط بفهمنا للواقع وحيثياته. وفي العديد من الأحيان نرى عرائض غير واضحة بوجهتها وكأنها نداء استغاثة عام هدفه التوعية فقط.

 

 

ما هي الصيغة الأفضل للعريضة؟

 

أولاً: يُفضل أن يكون النص:

- مختصراً ويستطيع الشخص قراءته في دقيقة ولا يتجاوز دقيقة ونصف.

- مستهلاً بموجز عن القضية والمطلب في فقرته الأولى.

- موضحاً للقضية وحيثياتها وأرقامها فتُثقف القارىء وتزيد من وعيه.

- موضحاً للحل وكيف لهذه العريضة أن تساهم  بالحل.

- مبيناً أهمية العنصر الزمني – لماذا نتقدم بهذه العريضة الآن؟

- مُصاغ بطريقة بسيطة وواضحة، دون استخدام لغة تأجيجية تعبوية.

- واضحاً بمطلبه، ويُفضل أن يحوي مطلباً واحداً كي لا يكون قائمة أمنيات.

 

ثانياً: في صياغة المطلب في العرائض التي تطلب تغيير قانوني، يستحسن أن نستشير قانونيين لنراعي سيناريوهات مستقبلية مختلفة، و لتفادي فجوات لغوية بسيطة تجعل مطلبنا ركيكاً وسهل الالتفاف عليه.

ثالثاً: لتبقى العريضة ذات فائدة وصلة، من المهم التفكير بسيناريوهات مختلفة قد تتحقق بمستقبل حملتنا وتحركنا ولكنها لا ترضينا. وعليه مراعاة هذه السيناريوهات عند صياغة عريضتنا وبالتحديد مطلبنا. فمن الصعب تغيير صيغة العريضة  في منتصف الطريق واعادة لَم التواقيع من أول وجديد. مثلاً، العريضة ممكن أن تُكتب مطالبة بعدم مرور قانون ما بالقراءة الثانية، فيراوغ المجلس التشريعي ويقترح تعديل بحيث تستطيع الحكومة تمرير قرار بفحواه. أو يراوغ المجلس التشريعي ويقترح لجنة لاستشارة أهالي المنطقة قبل تقديم القانون لقراءة ثانية. فكان من الأفضل لو كُتب النص مطالباً بعدم مرور القانون، وعدم تضمين فحواه في القرارات الحكومية، وبدء التشاور مع أهالي المنطقة للتخطيط لمستقبل منطقتهم من خلال المجالس المحلية مثلاً.

 

 

ما هي الممارسات الجيدة بخصوص تصميم العريضة؟

بما يخص تصميم العريضة فعادة ما يكون كالآتي:
*  في البداية تضع عنوان العريضة وتاريخها
* يلي ذلك النص مع مراعاة ما ذكر أعلاه
* في النهاية جدول فيه خانات تحتوي على:

 

تأكد أن لا تبدأ أي صفحة بالجدول ، يجب ان يكون النص في أعلى الصفحة دائماً كي لا يُقال لم أرى النص بل وقعت على الجدول بناء على ….الخ.

وبالحصول على عناوين الموقعين نحن نبني قاعدة البيانات للحملة فالبعض يطلب:

• التلفون و/أو

• عنوان البريد الالكتروني و/أو

• عنوان الاقامة او البريد.

وتأكد كذلك أن تترك متسعاً من المساحة في الجدول لعنوان البريد الالكتروني . ففي التواقيع اليدوية، يجد مؤرشف التواقيع ومُفرغها صعوبة في وضوح الخط او الرقم. ولذلك ربما تصمم مساحة تعبئة رقم الهاتف مستخدماً خانات بعدد خانات رقم الهاتف :

 

وفي بعض الاحيان يحتوي الجدول على المزيد من المعلومات مثل:

• تاريخ التوقيع.

• رقم الهوية ان كان متطلباً قانونياً أو مسموحاً قانونياً.

• هل تريد أن تتطوع معنا.

والبعض يضيف اسم الحملة او الحراك او الائتلاف القائم على العريضة، والرقم النهائي الذي تطمح العريضة الحصول عليه من تواقيع. والبعض الاخر يضيف في الحاشية السفلية ملاحظة “ارسل التواقيع التي جمعتها لفريق تنسيق العريضة على عنوان، بريد الكتروني او تلفون.” فيتوقع أهل الحملة ان اسطول لم التواقيع سوف ينمو بالمتطوعين، ويحتاجون تعليمات حول ارسالها لمكان التجميع.

إضغط هنا لترى نموذجاً

 

 

 

كيف نحصل على تواقيع على العريضة؟ ممارسات شاهدنا نجاحها؟

على كل حملة أن تطور التكتيكات الأنسب لجمع التواقيع على عريضتها بما يتلائم مع مجتمعها وقضيتها. أدناه بعض التكتيكات من حملات مختلفة  كأمثلة لجمع التواقيع  وذلك للإستئناس بها ولتوسيع الخيال.

1. أهل وأصدقاء قيادي الحملة :

في البداية يأخذ كل عضو من قياديي الحملة على عاتقه التوجه لشبكته الاجتماعية من عائلة وأصدقاء للحصول على تواقيعهم بشكل شخصي. ولهذا التكتيك أكثر من فائدة:
* تطوير قيادي الحملة لفهمهم لقضيتهم، امتحانهم لمدى قتناعهم، وتطويرهم لقدرتهم على الحوار والإقناع.
* خلق فترة تجربة واختبار لعريضتنا، فنُغير النص أو المطلب بعد توجه قيادي الحملة لأهلهم وأصدقائه بحسب تجاوبهم وتقبلهم.
* نحصل على اول ألف توقيع بطريقة سريعة نسبياً .فإن كُنا 40 قيادي  في الحملة فعلى كل واحد منا ان  يحضر 25 توقيع في الأربعة أيام القادمة، وبهذا نكون قد حصلنا على أول 1000 توقيع.

 

 

2.  محطات التواجد أو المرور المكثف:

هنالك محطات تتواجد فيها الناس بكثافة أو تمر بها الناس بكثافة. وهنالك كذلك أحداث وفعاليات تتواجد الناس فيها بكثرة.  هذه المناطق أو الأحداث جيدة لجمع التواقيع على العريضة، بالذات إن كان هنالك تهيئة أو تقبل شعبي لقضيتنا أو مطلبنا. فالعديد من الحملات تبحث عن تلك المحطات، وتتبع الأحداث، فتقوم بتنظيم نفسها وقاعدتها الشعبية لاستثمارها و للحصول على تواقيع. ناهيك طبعاً عن استثمار فعاليات الحملة ذاتها للحصول على التواقيع.

مثال: تنظيم حملتنا لفعالية مثل وققة اعتصام او مهرجان والتأكد من جمع التواقيع فيها.
مثال: خلق فريق في كل جامعة لجمع التواقيع لكثافة تواجد الشباب في رقعة جغرافية صغيرة. مثال: ارسال فرق متطوعين لمحطة الباصات بساعات الصباح او المساء لحصاد التاقيع.
مثال: تنظيم جمع التواقيع يوم الانتخابات المحلية ووضع طاولات وصناديق لجمع التواقيع على باب الخروج من محطات الاقتراع.
مثال: الاستفادة من تنظيم سوق الاثنين الشعبي وارسال متطوعين لجمع التواقيع.
مثال: الاتفاق مع صاحب مقهى مشهور على وضع العريضة أمام الصندوق أو بجانب قائمة المشروبات، ويمر أحد أعضاء حملتك كل أسبوع لجمع ما تمّ توقيعه.

 

ولربما تكون الأمثلة الأفضل موجودة حين تقوم برصد برنامج مدينتك للفعاليات والاتفاق مع منظميها للسماح بوضع عريضتك في الفعالية، وصندوق جمع العرائض الموقعة على باب الفعالية. فتتفق مثلاً مع منسق عرض موسيقي لمغني مشهور بوضع العريضة تحت كراسي الحضور بحيث يعلن راعي الحفلة عن وجود نسخ العرائض تحت كراسي الحضور للتوقيعها وتسليمها لمتطوعي الحفل بعد انتهاء الحفل في الخارج أو وضعها بصندوق الحملة خارج القاعة.

 

 

3. الزيارات المنزلية

تنظم الحملات أيام تطوعية للوصول للمنازل. فيقوم فريق المتطوعين مع قيادة الحملة بالتجوال من بيت

لبيت لجلب التواقيع بكثافة، وفي يوم واحد، مراعيين اختيار تاريخ ويوم وساعات ملائمة حيث يكون أهل البيت في البيت، ولا يمانعون طرق باب منزلهم.
ونُنظم هذه الأيام بحرص:

• فنُعلن عن هذا اليوم/هذه الأيام ونحشد له دون أن نعتمد على إعلان بالبريد الالكتروني لقاعدة بياناتنا أو إعلان “ايفنت event” على الفيسبوك.

• ونقوم بتهيئة المتطوعين لجلب التواقيع بعد تحديد هدف رقمي ليومنا (إقرأ المزيد حول تهيئة المتطوعين في السؤال التالي).

• وفي اليوم ذاته نُقسّم المتطوعين لمجموعات ولكل مجموعة كابتن متطوعين، كما لها منطقة جغرافية محددة. ويعمل المتطوعين في أزواج في الشارع المخصص لهم.

ولهذه الأيام فوائد مختلفة:

1. جمع التواقيع 2. اكتشاف قيادين جدد من مجموعة المتطوعين لنضمهم لاحقاً لفرق الحملة  3. وفي التجوال على المنازل نرصد المهتمّين بالقضية ونزيد عدد المتطوعين.
أهم شيء، التعلّم من التجربة. فالتجّوال المنزلي الثالث والرابع يصبح أسهل علينا وأمتع للمتطوعين. تذكروا أن أوّل وثاني يوم تجوال منزلي لجمع التواقيع هي أيام تجريبية هدفها التعلم. وبمقابلتنا للناس في بيوتهم واجراء حديث بسيط معهم، ممكن أن نجس نبضهم ونتعرف على ملاحظاتهم حول الحملة،  واقتراحاتهم، و نقدهم. وفي هذا كلّه فائدة وتعلّم للحملة ولتطوّرها.

 

 

4. القاعدة الشعبية لجهات أو مؤسسات  شريكة

لبعض المؤسسات او الأحزب أو الجمعيات قاعدة شعبية أو مجتمعية ترعاها وتتواصل معها. من هي هذه الجهات وكيف لنا أن نصل لهذه القاعدة لتوقع على العريضة؟ هذه الجهات ليست بالضرورة مختصة بقضيتنا – مثلاً ان كنا نُنظم عريضة لموضوع بيئي فلا حاجة لنا ان نحصر شركاءنا بالمؤسسات البيئية. فنرصد الجهات التي لها قاعدة شعبية وقد تتلاقى معنا حول القضية البيئية، سواء كانت بطبيعتها سياسية أو تنموية أو ثقافية أو رياضية. وللشراكة حول العريضة، تقوم العديد من الحملات بزيارة الجهات التي رصدتها من مؤسسات وأحزاب ومجالس وحراكات وتتفق معها على أن تقوم تلك الجهة برصد التواقيع من قاعدتها. ويختلف أسلوب جلب التواقيع بحسب الجهة، فبعضها يتعامل بالبريد الالكتروني للوصول لقاعدته، والبعض الاخر ينتظر فعالية للحزب او المؤسسة ليطرح العريضة ويجمع التواقيع عليها، وبعض الجهات لديها برنامج تواصل مع الناس في المنطقة التي تقدم خدماتها، والبعض الآخر قد يدعو قاعدته لاجتماع مع حملتكم ليوقعوا وينضموا كأسطول لجلب المزيد من التواقيع .
المهم أن:

• نرصد الجهات التي لها قاعدة مجتمعية أو شعبية دون أن نُقيد آنفسنا بحدود قضيتنا.

• نعقد اجتماع مع الجهات لتنظيم الشراكة، والتوقعات كي لا تقتصر الشراكة على مشاركتهم رابط العريضة على صفحة الفيسبوك مثلاً.

• تفرز الجهة الشريكة منسقاً للأمر من طاقمها ليتابع التواقيع ولنتواصل معه او معها.

• يكون شركاءنا على دراية بالهدف الرقمي والبرنامج الزمني

• نوضح آلية وتواريخ الأرشفة لمن يرسلوا التواقيع ، كيف ومتى؟

5. حملة توقيع الكتروني

ببساطة ممكن ارسال نسخة عن العريضة (pdf) بالبريد الالكتروني لكل معارفنا طالبين منهم أن يطبعوا العريضة يوقعوها ويجلبوا تواقيع عليها ويرسلوها لنا. وهنالك أيضاً تطوير عريضة

الكترونية فنرفع العريضة على صفحة الحملة الالكترونية او على الصفحات المختلفة التي ترفع عرائض مثل  avaaz.org و change.org  وmoveon.org . وبعد رفع العريضة على الانترنت يُصبح التوقيع الكترونياً  ندعو معارفنا لتوقيعها دعوة شخصية على البريد الالكتروني، أو دعوة عامة على الفيسبوك وتويتر. ونطلب من الجميع مشاركة رابط العريضة.  ومن المفيد مشاركة رابط العريضة والدعوة لتوقيعها على مدونات وصفحات مؤسسات و أحزاب تتمتع بكثافة الزيارة.  فنتفق مع مديري الصفحات في الجهات التي تَشَاركنا معها بابراز عريضتنا بشكل متكرر.

 

واخيراً وربما الأهم – هو التفَكر بتكتيكات جلب التواقيع مع آخرين ومع الفريق ووضع خطة عمل واضحة على شرط مراجعتها وتقييمها والتعلم منها، مستندين على الأارقام  لنعرف أي الاساليب نبقي، وأياها نطور، وأيها اهدارا للموارد وعلينا إلغاؤه؟

 

 

 

كيف نُهيء المتطوعين لجمع التواقيع على العريضة؟

من المهم جمع المتطوعين معاً في مكان واحد قبل الخروج او التوجه لجمع التواقيع على العريضة وبعد الانتهاء من ذلك أيضاً

نجمع المتطوعين معاً قبل خروجهم لجمع التواقيع وذلك من أجل:
1. تعارفهم على بعض وعلى القصص التي تحفزهم وخلق روح الجماعة.
2. تقديم المزيد من المعلومات عن القضية والحملة والعريضة وثقافتنا.
3. تمثيل ادوار: كيف نتحاور مع الناس ليقوموا بالتوقيع -ممارسات نحبذها وأُخرى نتجنبها.
4. وضع هدف رقمي نسعى للوصول إليه في خروجنا / مشوارنا اليوم .
5. توزيع المتطوعين على المواقع مع كابتن المتطوعين وتعليمات حول الطوارئ.
6. اعطاؤهم العرائض وشيء يسندون عليه، اقلام ، وماء.
ونجمع المتطوعين سريعاً في منتصف التجربة أو المشوار لنتعاطى مع أية مشاكل جوهرية أو تحديات مُحبطة للعمل فنُغير ممارستنا وأسلوبنا .

ثم يعود المتطوعون في ساعة محددة بعد الانتهاء من مشوارهم او مهمتهم، وذلك لكي:
1. يسلموا نُسخ العريضة الورقية.
2. يستخلصوا العبر وأي نصح وصل لهم من الناس .
3. يعرضون الارقام ويحتفلون بنجاحهم . 

وتقوم العديد من الحملات، بتحضير ملف كامل لتهيئة المتطوعين لجلب التواقيع على العريضة وتضعه أحيانا على الانترنت وذلك لتستطيع المجموعات أو المؤسسات أو الأحزاب أن تنظم

أنفسها لجمع التواقيع دون اشراف الحملة المباشر. وعلى الأغلب تجد العناوين الآتية في ملف تهيئة المتطوعين:

• خلفية عن القضية

• الهدف من العريضة

• من مؤهل للتوقيع

• ممارسات واماكن جيدة لجلب التواقيع

• توضيح لنص العريضة

• ماذا نقول وماذا لا نقول

• نموذج للحوار بين المتطوع والناس

• ماذا تأخذ معك (مثل أقلام وماء….)

• حين يوقع الشخص على ماذا أنتبه؟ (مثل وضوح الخط …)

• ارشفة العريضة بعد التوقيع – اين ترسلها ولمن تسلمها؟

• تقييم وتعلم – دوّن تعلمك هنا وارسله لنا على…

إضغط هنا لتجد نموذجاً شاملاً لملف تهيئة المتطوعين باللغة الانجليزية – الملف شامل جداً وربما يبدو معقداً بعض الشيء.  

 

 

 

كيف نؤرشف التواقيع ؟

أبسط طريقة لأرشفة بيانات الموقعين هي تطوير ملف اكسل فيه معلومات عن الموقعين، لتكون هذه القائمة جزء من قاعدة بيانات الحملة أو الحركة. يكون من المفيد تخصيص ايام محددة لإدخال البيانات. وتحتوي قائمة البيانات على المعلومات الموجودة في خانات العريضة المختلفة مثل:
1. الاسم الكامل   2. رقم الهوية (إن طلبناه)   3. رقم التلفون   4. البريد الالكتروني   5. العنوان  6. تاريخ التوقيع   7. يريد التطوع
ونضيف على قائمة البيانات الاكسل خانة:
8. طريقة جمع التوقيع: الانترنت  أو باليد.
9. من حصل على التوقيع: اسم الشخص او الجهة التي جمعت التواقيع فنرى من نجح لنتعلم منه/ها لاحقاً او لنضمه لقيادة الحملة بالطريقة المناسبة.

 

وفي حال كان هنالك مقر أو مكتب للحملة، تُسلم العرائض الموقعة إلى المكتب لأرشفتها. وان لم يكن هنالك مكتب وعنوان ترتب الحملة طريقة اخرى. ففي إحدى الحملات التي عملنا معها، التزم اعضاء الفريق والجامعين للتواقيع بتصوير قائمة الموقعين كل يوم اربعاء وارسالها للمؤرشف ليدخلها ويعلن الأرقام يوم الخميس. علماً أنه ولمصداقيتنا يجب علينا حيازة النسخ الأصلية الموقعة – في حال لم تكن تواقيع الكترونية.  ولهذا اتفقت الحملة على ان يقدم كل من حصل على تواقيع النسخ الأصلية لمنسقي فرقهم ليقدموها للمؤرشف بشكل دوري.
ويقوم مؤرشف التواقيع عادة بالتواصل بشكل دوري مع قيادة الحملة – وأحياناً كل قاعدة بيانات الحملة من موقعين ومتضامنين – ليعلمهم بالتطورات وبتزايد الأرقام وأين نحن من تحقيق هدفنا الرقمي للعريضة. كما يحتفل بالاشخاص او الجهات التي حصدت أعلى أرقام وتواقيع موضحاً إن أمكن الممارسات الجيدة التي إتبعوها.

 

 

كيف نتواصل مع من وقع العريضة لتنمية إلتزامه بالقضية واشراكه بالعمل؟

من المهم الحفاظ على تضامن من وقع العريضة وتنمية إلتزامه بالقضية وبالحملة وبقيادتها. لذلك علينا أن نتواصل مع الموقعين على العريضة لإعلامهم بتطورات القضية وبإنجازات الحملة بشكل دوري.
وليس هذا فقط بل علينا أن نطلب منهم أن ينضموا لنا بالقيام بتكتيكات الحملة وبشكل محدد فنطلب منهم القيام بتصرف محدد بوقت محدد.

فمثلاً: نشكرك على التوقيع ، لقد بلغ عدد الموقعين كذا، نطلب منك مشاركة العريضة مع شبكتك الاجتماعية ومعارفك لتدعيهم للتوقيع.
مثال آخر: بعد أن وقعت على العريضة،  شاركينا يوم السبت بحملة جمع التواقيع في منطقة كذا أو شاركي في فعاليتنا القادمة بتاريخ كذا في مكان كذا.
مثال آخر: نشكرك على التوقيع فقد بلغ عدد التواقيع كذا والتواقيع وحدها لا تكفي عليه تقوم الحملة بتنظيم يوم اتصال على الوزير الفلاني ورقمه كذا- هاتفيه وطالبي بكذا….
ويختلف الطلب وتختلف الأمثلة، الأهم هو الحفاظ على التواصل مع القاعدة التضامنية المناصرة لنا وطلب تحرك او تصرف محدد منها متماشي مع استراتيجيتنا ، يخدم تكتيكاتنا ويدعم منحنى فعالياتنا.

 

 

كيف نُقدم العريضة ؟

هدفنا بالتقديم أن نخلق ضغطاً او/و نثير الرأي عام أو/و نحصل على ما نريد. فكيف نصمم تقديمنا لعريضتنا بالآف الأصوات التي هي الآن أمانة معنا؟ إطلقوا عنان تفكيركم لما هو مبدع وخلاق وجريء لتضغطوا وتحصلوا على التغطية الإعلامية، ولتتقدموا ل صاحب القرار. هنالك طريقتين لتسليم العريضة والتواقيع وبالعادة تكونان متلازمتين.

 

أولا:  مقابلة أصحاب القرار وجها لوجه لتقديم العريضة والحوار

ليس هناك تعويضا عن تسلّم العريضة يد بيد للمسؤول/ة والجلوس والحديث معهم.
اطلبوا موعداً مع صاحب القرار الذي تتوجهون له بالعريضة، اجلسوا معه وناقشوه بالقضية ومطلب العريضة. من المهم أن تتأكدوا من اطلاعه عليها وقراءتها قبل أن تترك الاجتماع. ومن المهم أن تخبروه عن توجهكم للصحافة ملخصين ما حصل بالاجتماع.
اذا واجهتم صعوبة في أخذ موعد خاص للقاء صاحب/ة القرار، ربما عليكم تتبع تحركاته وبرنامجه. وتجدون طريقة لأن يرفع مندوبكم يده ويحكي بجمل قصيرة وواضحة عن القضية والعريضة ومطلبها مسلماً التواقيع وطالباً من صاحب/ة القرار التفاعل معها. أو ربما تستطيع أن تتتبعه عند نهاية الفعالية وتطلب منه وقتاً قصيراً للحديث عن الموضوع. بأسوأ الأحوال تستطيعون تسليم العريضة للموظف المباشر الذي يعمل معه. ولكن بهذه الحالة عليكم أيضا ارسالها له بالبريد الأرضي، والإلكتروني.

 

 

ثانيا:  تنظيم فعالية مبدعة أو درامية على مرآى  من المارة

نظّموا فعالية رنانة او خلاقة او درامية للاعلان عن عدد التواقيع على العريضة وتسليمها للجهة الموجهة له. استغلوا هذه الفعالية لتوضحوا مطالبكم ولتشاركوا  قصصاً واقعيةً من أهل القضية وحاولوا ان تحشدوا أكبر عدد للناس الموقعين لينضموا لكم في ايصال صوتهم. وفي هذا جذب أكبر للصحافة.  فربما عدد التواقيع على العرئض  يجذب تغطية من الصحافيين ولكن الفكرة الابداعية حول اسلوب تقديم العرائض قد تلفت انتباه الاعلام وتصبح القصة الصحفية.

مثال: قيام ناشطين عماليين بوضع آلاف الخوذات التي يلبسها المهندسون والعمال أمام مقر صاحب القرار واختيار مندوبين للتوجه بالعريضة والتواقيع المطالبة بحقوق العمّال.
مثال: قيام ناشطين في قطاع الصحة بتقديم العرائض منقولة بسيارات اسعاف او على نقالة لحمل المرضى.
مثال: قيام ناشطين بتقديم عريضة عن انفلونزا الخنازير إلى منظمة الصحة العالمية، جسدوا عدد الموقعين المهول بمجسمات خنازير. فكل خنزير  مثل  10 الاف توقيع.

 

 

متابعة بعد تقديم العريضة:

اذا لم تحصلوا على رد واضح على العريضة التي سلمتوها، عليكم اعادة التواصل مع أصحاب القرار أو الجهة المعنية. غالبا أصحاب القرار يعوّلون على  أن أعضاء الحملة يرون فعالية تقديم العريضة بالتواقيع كقمة ونجاح ويعتقدون أن حماسهم وعزيمتهم سيذبلا بعد تقديم العريضة. فإجابة وتجاوب من وجهنّا له العريضة بالتواقيع هي بذات اهمية تقديمها. فلا تعطوه مخرجاً سهلاً من أزمته  بابتعادكم او صمتكم بعد تقديم العريضة.