بين موسم وآخر تتصاعد وتيرة تشجيع المنتجات الفلسطينية من هذه المؤسسة وتلك وهذا التجمع وذاك وتصدر الملصقات والشعارات والهتافات واللقاءات المفتوحة ويورط ايجابيا مسؤول هنا ومسؤول هناك لتكسب الحملة زخما حتى ولو كان زخما افتراضيا، وفي آخر النهار يصر التاجر على منطق "عنزة ولو طارت" ويصر بعض المواطنين "أنا حر بختار الأجود" والمحصلة أن الرفوف والبرادات يغيب عنها المنتج الفلسطيني وإن وجد فإن مليون اعتذار يقدم للزبائن وفق قاعدة"إننا مضطرون لذر الرماد في العيون."
مع اطلالة شهر رمضان المبارك التهبت الحناجر باتجاه "موائد رمضان من منتجات بلادي" و "صيف فلسطين من خيرات بلادي" و "يا تاجر ويا مواطن شجع منتجات بلادي" ... ونظمت المعارض وذهب الناس للتذوق والفحص وابدوا اعجابا ولكن قرارهم ظل باتجاه آخر . وذهب الناس باتجاه اللقاءات المفتوحة وناقشوا واستفاضوا بالنقاش حول جودة المنتجات الفلسطينية على قاعدة أن المنتجات الإسرائيلية والاجنبية هي المواصفة وهي التعليمات الفنية الالزامية وغيرها مشكوك في أمره وفي وجوده أصلا.
مع اطلالة شهر رمضان المبارك قال لي " اعلن انك احبطت من الواقع الأليم اعلن انك سترفع الراية البيضاء لأن البلد تسير عكس ما نشتهي وكل يلقي عصاته بالاتجاه الذي يريد لا احلال للمنتجات الفلسطينية قد وقع ولا نجاحات تذكر على التعامل بالمثل من خلال فرض المعايير الفنية الالزامية والمواصفات الفلسطينية على كل ما يورد للسوق الفلسطيني بصورة تشكل المواصفات عوائق غير جمركية مهمة لحماية المنتجات الفلسطينية".
مع اطلالة شهر رمضان المبارك لم يكن المواطن الفلسطيني يعلم ويعرف أن هناك بطيخا فلسطينيا، وعندما حضروا للتسوق من حملة تسويق البطيخ الفلسطيني التي اطلقتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة قالوا لماذا يحجب عنا في السوق من يقف وراء منعه ؟هل التاجر في سوق الخضار والفواكه أكبر واقوى من وزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد الوطني والضابطة الجمركية والبلديات؟ هل مصالح عدد من التجار أهم من مصلحة المزارعين الفلسطينين الذين نحتوا الصخر للعودة للزراعة ولم يبق مسؤول فلسطيني في الوطن الا وزارهم وشجعهم وعند التسويق لم يعد هناك من يسمع صرختهم؟.
مع اطلالة شهر رمضان المبارك ما زالت هناك قاعات أفراح تضرب عرش الحائط بكل رغبات المواطنين وتفرض عليهم ضيافة عصائر ليست فلسطينية ومرطبات ليست فلسطينية وعند طلب السعر عن أجرة القاعة لا يجوز النقاش ويصبح المبرر "نحن منشآة فلسطينية واستثمار فلسطيني وقصة نجاح" ولكنه لا يقيم وزنا للمنتجات الفلسطينية.
مع اطلالة شهر رمضان ثقافة المجتمع الفلسطيني ليست ثقافة مياه معدنية ولكننا في كل مناسبة عامة تنتشر هذه المياه المعدنية وبت مضطرا للتدقيق في هويتها، وتضطر للتدخل لتحمي مسؤولا فلسطينيا من ورطة التقاط صورة في مناسبة عامة فيها منتجات غير فلسطينية فتصبح محط استغراب من الجميع شو بعمل هذا؟
مع اطلالة شهر رمضان المبارك لا مكان للون الرمادي، بل يجب أن يكون الامر واضحا تماما "المنتج الفلسطيني ذات الجودة والسعر المنافس اولا ... وثانيا .. وإلى الابد".
يجب أن يكون واضحا لدى المنتجين الفلسطينيين أن تشجيع المنتجات الفلسطينية لا يجوز أن يترافق برفع الأسعار من قبل المنتجين خصوصا المنتجات التي تكتسب ميزة السيادة في السوق نتيجة للتشجيع والدعم الشعبي.
يجب أن يكون واضحا أن لتشجيع المنتجات الفلسطينية دورا مهما من أدوار التجار الذين يجب أن يمارسوه بوضوح وقوة دون تردد.
يجب أن يكون واضحا أن القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني قد تراجعت من جهة وأن الوضع القلق جراء الإجراءات الأمنية الإسرائيلية ضد المدنيين العزل سبب مباشر في القلق الاقتصادي وتراجع الانفاق رغبة برؤية اين تتجه الأمور.
الدور الحكومي يجب أن يتوجه باتجاه انفاذ القانون ضد المخالفين وخصوصا قانون حماية المستهلك للعام 2005، وكذلك فرض هيبة انفاذ القرارات القاضية بمنع البطيخ الإسرائيلي من الدخول إلى السوق الفلسطيني من جهة وتشجيع المحاصيل الفلسطينية وعدم ترك الميدان لتقديرات ومصالح عدد من التجار.