هنية لـ"الحدث": ارتفاع أسعار اللحوم بسبب احتكار كوتة استيرادها
رمضان.. مبروك عليكم ارتفاع الأسعار
الحدث- فرح المصري
استبق التجار قدوم شهر رمضان المبارك، معلنين ارتفاع أسعار عدد كبير من المنتجات الأساسية لدى المواطنين، مقتنصين أن المواطنين يقومون بزيادة سلتهم الشرائية في هذا الشهر الفضيل، غير مكترثين بالقدرة الشرائية لكافة شرائح المجتمع.
ومنذ شهر ارتفعت أسعار اللحوم بشكل مفاجئ، ليصل كيلوغرام العجل 65 شيقل، والخروف 75 شيقل، ولحق بهم الدجاج مرتفعا بشكل تدريجي ليصل اليوم إلى ما يقارب 20 شيقل، فيما أن القدرة الشرائية في تراجع لدى شريحة واسعة من المواطنين بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية لـ"الحدث": "بدأنا نشهد ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم وبعض أصناف الخضروات، مع بداية اقتراب شهر رمضان المبارك، بسبب عدم وجود إشهار للأسعار في السوق".
وأرجع السبب الأساسي وراء ذلك، إلى تراخي أجهزة الرقابة وافتقارنا لإجراءات قضائية رادعة لموضوع التلاعب بالأسعار، وقيام بعض التجار بالتهديد بإجراء إضراب عام، الأمر الذي يضر بالمستهلكين، مبينا أنه قبل شهرين تم عقد اجتماع مع أصحاب المخابز لإجراء تخفيضات على الأسعار، وعلى أساسه قرر أصحاب المخابز إجراء إضراب عام وإغلاق المخابز احتجاجا على المطالبة بتخفيض الأسعار، الأمر الذي اضطر وزارة الاقتصاد إلى مسامحة أصحاب المخابز وعدم اجبارهم على فرض تخفيض بقيمة نصف شيقل.
وأضاف: "شهدنا في الفترة الأخيرة ارتفاعا في أسعار اللحوم والدواجن وخاصة العجول، حيث بلغ سعر كيلو لحم العجل الطازج لغاية 65 بارتفاع بلغت نسبته 18٪، مقارنة مع أسعار الشهر الماضي، بينما ارتفع سعر كيلو الدجاج بنسبة 35٪، من 14 شيقلاً إلى 19 شيقلاً".
وقال هنية إن بروتوكول باريس الاقتصادي قدم لنا كوته نستطيع من خلالها استيراد عدد معين من العجول من خارج إسرائيل، ونحن مؤهلين لاستيراد 1600 رأس عجل حي، وبحسب ما قالته وزارة الزراعة قبل نحو أسبوعين، أصدرت رخص للتجار الفلسطينيين لاستيراد العجول الحي، إلا أنه لغاية اللحظة لم تخفض أسعار العجول.
وكشف هنية عن وجود احتكار واضح لموضوع الكوتا في السوق الفلسطينية، لصالح تاجر فلسطيني كبير موجود في الخارج يحتكر الكوتا، ويقوم بشراء البضائع بأسعار رخيصة ويعمل تحالفات مع تجار آخرين في الخارج لمنع تسهيل مهمة استيراد لحوم العجل أمام التجار الآخرين.
وأشار إلى أن هناك مشكلة في موضوع الاحتكار وإغلاق السوق العالمي بوجه أي شخص يحصل على رخصة استيراد على الكوتا، وبالتالي يخفض السعر في السوق المحلي، وهذا تعرفه وزارتي الزراعة والاقتصاد ولذلك لا يتم استغلال الكوتة المسموحة لنا، وفي الوقت ذاته لا يتم تنفيذ أي إجراء قانوني ضد أي عمليات احتكار جماعي.
وأوضح أنه لغاية اليوم لم يتم إصدار قائمة الأسعار الاسترشادية، مع العلم أنها تتوفر بشكل شهري في وزارة الاقتصاد لكن لا يتم تعميمها، الأمر الذي يضر بالمستهلك لعدم درايته في الأسعار الحقيقية للبضائع، ما يمكن التجار بالتلاعب في الأسعار".
وأكد هنية أن هناك انخفاض واضح في الأسعار العالمية لكل السلع العالمية حسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) الأخير، فهناك انخفاض في أسعار القمح والسكر والأرز والزيوت في العالم، إلا أن هذا الانخفاض لم ينعكس على السوق الفلسطينية حتى اللحظة.
ولفت إلى أن إسرئيل شهدت أيضا تخفيضات في بعض السلع، بعد قرر من وزيري الزراعة والمالية في إسرائيل بتخفيض أسعار الخبز بنسبة 5%، نتيجة انخفاض سعر القمح في العالم، ونحن ما زلنا لليوم نبيع كيلو الخبز بـ4 شواقل.
وطالب الحكومة عبر وزارة الزراعة، بتغيير نظام الاستيراد الحالي للحوم عبر إسرائيل، والعمل على جلب كميات أكبر منها للمساهمة بخفض أسعارها خلال شهر رمضان الفضيل.
ودعا هنية المستهلكين لمقاطعة منظمة للسلع التي يتم رفع أسعارها، وسندعو المستهلكين خلال الأسبوع المقبل بمقاطعة لحوم العجل حتى تخفض أسعارها، وسنضغط على تخفيض أسعار الخبر تماشيا مع إسرائيل، خاصة بعد انخفاض أسعار القمح عالميا.
وطالب وزارة الاقتصاد بمسارعة إصدار الأسعار الاسترشادية للسلع الأساسية، والتشديد على موضوع إشهار الأسعار، ووزارة الزراعة والاقتصاد مطالبتين بمحاربة الاحتكار لموضوع الكوتا ومنعه.
وأكد هنية أن حماية المستهلك ستسقبل الشكاوي من المواطنين على الفور، وسنكون متواجدين في جميع المدن لاستقبال الشكاوي من المواطنين خلال شهر رمضان، والتواصل معهم وتحويل هذه الشكاوي للجهات المختصة، والحرص على اتخاذ الإجراء القانوني بحقهم، وإجراء حملات توعية للتجار بضرورة منع التلاعب بالأسعار، وسنرفع قضايا جماعية في القضاء باسم المستهلك، فلنا الحق في التوجه للمحاكم بشكل جماعي.