معركتي مع خيارة اسرائيلية بقلم: فارس سباعنة مددتُ يدي بالأمس إلى علبة مخلل اسرائيلية على رف السوبرماركت، (مددتُ يدي) يعني اشتريتها لو لم يدر في رأسي هذا الجدل المرهق، لم يرني أحد عندما فعلتُ ذلك، ولو حدث فلن يختلفَ الأمر فهذه العلب موجودة على الرفوف بفجاجة رهيبة. كلّفني الأمر أن أمشي نصف كيلو إضافية للمحل التالي لأشتري "زادنا"، سلوك مضحك يتحكم به عامل ذاتي فقط، مقاومة فردية ونبل "دونكيشوتي" أردتُ أن أقنع نفسي بهما، فأنا لن أشتري أكثر من علبة وحدة، بمعنى أنني كنت نداً لعلبة خيار مما يزيد عن مئتي علبة اسرائيلية على الرف، ولم أقتنع حتى الآن كيف آمنت بهذه المعركة وما هو الأثر الذي حققته غير أنني كاتب يمكنه أن يكتب هذا المقال. بمعنى أنني كنت سأخسر لا محالة أمام علبة الخيار لو لم أكن كاتباً، فهل تعلم يا صديقي معنى أن تهزمك علبة "خيار مخلل"، وأنت ابن مشروع وطني طويل عريض ولك أحلام بالحرية والاستقلال، وغيرك يدفع عمره في سجن العدو، وآخر يخوض إضراباً لليوم ال40 عن الطعام؟ وشهداء ومخيمات واللي يحب النبي يزاود... 48 ومجازر وغزة الجريحة وسمع هووووووس. هناك تناقض غير معقول، مربك ومثير للاضطراب، تناقض يزعزع مبادئك ويقوّض عزيمتك، بين أن تعيش في دولة محتلة توسعك قيادتها ليل نهار بالخطابات عن الحرية وإنهاء الاحتلال، وتضعك بهذه العدمية نداً أمام علبة مخلل.