كتب سائد أبو فرحة:
باتت رؤية عجينة الكنافة والفلافل، وحتى حمص "بندلي" المعروف في مدينة رام الله، أمراً دارجاً في الكثير من محال البقالة "السوبرماركت" بمدينتَيْ رام الله والبيرة في هذه الأيام.
ورغم أن المطاعم ومحال الحلويات مغلقة بحكم التدابير الاحترازية المتخذة في مواجهة فيروس "كورونا"، إلا أن العديد من منتجاتها تفرض نفسها على رفوف محال البقالة، وإن كان من اللافت تفاوت أسعارها بشكل ملحوظ من محل لآخر.
"الإقبال على عجينة الكنافة والفلافل كبير بشكل عام"، قال محمد بوادي، مدير سوبرماركت كرز.
وأضاف: بدأنا مؤخراً بتوفير هذه المنتجات، نظراً لكثرة الطلب عليها.
ويوفر هذا المحل عجينة الكنافة من حلويات الأمراء في رام الله، ويصل سعر الكيلو إلى 15 شيكلاً، بينما يبيع صينية الكنافة الجاهزة بـ 40 شيكلاً.
وإذا كان هذا حال هذا المحل، فإن أحد العاملين في سوبرماركت "ماكس فرش" بحي الشرفة في البيرة، وفضّل عدم الكشف عن هويته، أكد أن الإقبال على عجينة الكنافة انخفضت وتيرته مقارنة مع الفترة الماضية.
وقال: بدأنا قبل نحو أسبوع بيع هذه العجينة نظراً لطلب الناس لهذا المنتج، وبالفعل فقد كان هناك تهافت على شرائه في البداية.
ويبيع هذا المحل كيلو عجينة الكنافة بـ 14 شيكلاً، والصينية الكاملة منها بـ 40 شيكلاً، أما أسعار عجينة الفلافل فهي متفاوتة وتتراوح ما بين 10-20 شيكلاً.
وقال: لسنا نحن من نحدد السعر، بل المصدر، أي الذي ينتج السلعة.
وهو لا يعرف بالضبط السبب الذي أدى لتراجع الطلب على هذه المنتجات، لكن "قد يكون وصول الناس إلى مرحلة التخمة".
ولفت إلى أنه يجلب عجينة الكنافة من محل حلويات مشهور في البيرة، بينما يحضر عجينة الفلافل من أكثر من مطعم في رام الله.
وفي المقابل، فإن العاملين في إعداد هذه المنتجات، يشيرون إلى أن الحاجة فرضت خيار تلبية طلبات السوبرماركت أو تقديم بعض العروض عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك".
وقال المواطن محمد سالم، ويعمل بمطعم الشيف مجد في البيرة: افتتح المطعم قبل نحو سنة، بالتالي فإن إغلاقه بحكم الأزمة الراهنة أثر عليه سلباً، من هنا آثرنا توفير سلعة واحدة فقط هي عجينة الفلافل بسعر 14 شيكلاً.
وأوضح أن الإقبال ليس كبيراً جداً، "ولا يغني عن البيع المباشر"، مضيفاً: "قد يكون الطلب على الحلويات أكثر في هذه الأيام".
وقيّم وضع قطاع المطاعم بأنه صعب بشكل عام، معرباً عن أمله في ألا تطول الأزمة كثيراً.
وفي معرض تعقيبه على هذه المسألة، قال صلاح هنية، رئيس جمعية حماية المستهلك في رام الله والبيرة: استطاعت المطاعم ومحلات الحلويات استخدام نافذة السوبرماركت المفتوحة في الطوارئ، لتشغيل نفسها عبر تسويق عجينة الفلافل وعجينة الكنافة والحمص، الأمر الذي فتح نافذة لها لفتح المطاعم، ما استدعى تشدّد الجهات التنفيذية التي منعت فتحها، فاستعاضت عن هذه المسألة بخدمات التوصيل للمنازل.
وأضاف: من المؤسف أن الأسعار ارتفعت عبر السوبرماركت؛ حيث بيع نصف الكيلوغرام من عجينة الفلافل في أحد محال البيرة بـ 12 شيكلاً، وباع المحل ذاته قالب عمل الفلافل بـ 18 شيكلاً، كما المحال الشعبية في المنارة وسط رام الله، التي عادة ما تكون مقصداً للناس في الأيام العادية لأسعارها المنخفضة، رفعت أسعار قوالب الفلافل وقوالب الكعك للتصنيع المنزلي لدرجة أننا بتنا نشعر أننا في سوق غير الذي نعرفه.
بيد أنه رأى أن توفير هذه الأصناف من المنتجات، لاقى قبولاً من الناس، بحكم أنهم يقضون غالبية وقتهم في البيت بحكم الحجْر البيتي، ويلتقون على موائد الطعام سوياً وهو مظهر لربما لا يتحقق كثيراً في الأيام العادية نظراً لانشغالات الناس اليومية، إلا أنه لم يخف تلقي الجمعية العديد من الشكاوى.
وقال: تلقينا عدداً من الشكاوى حول الأسعار التي ارتفعت في بعض المحال، وإن كان هذا لا يلغي أن هناك محلات حافظت على الأسعار، لكن في مجمل الأحوال، من حق المستهلك أن يحصل على سعر عادل.