الرئيسية » الاخبار »   12 آب 2024  طباعة الصفحة

الإحصاء الفلسطيني يستعرض أوضاع الشباب في المجتمع الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للشباب، 12/08/2024

 

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 54/120 لعام 1999 إعلان 12 آب/أغسطس يوماً عالمياً للشباب، نظراً لكونهم شركاء أساسيون في التغيير، ولرفع مستوى الوعي وتسليط الضوء على التحديات والمشكلات التي تواجه الشباب في مختلف أنحاء العالم.

إن الهدف العام الذي أقرته الأمم المتحدة بمناسبة هذا العام هو "من النقر إلى التقدم: مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة". حيث يقود الشباب جهود تبني الابتكارات الرقمية، إذ استخدم ثلاثة أرباع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا في العالم الإنترنت في عام 2022، وهي نسبة أعلى من باقي الفئات العمرية الأخرى. ومع ذلك، لا تزال الفجوات قائمة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض وبين النساء الشابات، اللاتي غالبًا ما يمتلكن وصولاً أقل إلى الإنترنت والمهارات الرقمية مقارنة بأقرانهن الذكور. على الرغم من الحاجة الملحة لتعزيز الشمول الرقمي، يُعترف بالشباب بشكل كبير باعتبارهم "أبناء العصر الرقمي"، حيث يستخدمون التكنولوجيا لدفع التغيير وخلق الحلول. ومع اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، يُعتبر دور الشباب في الابتكار الرقمي أساسياً لمواجهة التحديات العالمية.
ويأتي اليوم العالمي للشباب في فلسطين في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان، بما فيها حرية التواصل والاتصال والتعبير، ضمن هجمة شرسة من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف ممنهج لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لجعل القطاع معزولاً عن العالم، ومحاولة لطمس الحقائق وجرائم الإبادة التي يمارسها الاحتلال، وأولها اغتيال أحلام الشباب وفرصهم في الحياة.
فمنذ السابع من أكتوبر لعام 2023، تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رافقها ارتكاب مجازر ودمار للمباني والمنشآت والبنية التحتية في القطاع، في ظل انعدام الخدمات الصحية والغذائية الأساسية. حتى اليوم، راح ضحيتها أكثر من 39 ألف شهيد، كما نزح نحو 2 مليون فلسطيني من بيوتهم من أصل نحو 2.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي. غير أن الأضرار الطويلة الأمد الناتجة عن هذا العدوان، والتي ستخلف آثاراً اقتصادية وديمغرافية واجتماعية ونفسية سلبية وعميقة، ستطال معظم فئات الشعب الفلسطيني في القطاع، والتوقعات تشير إلى أنها ستستمر لفترات زمنية طويلة بعد انتهاء العدوان.

 

الواقع الديمغرافي لشباب فلسطين عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي:

تشير المعطيات انه عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة يوم السابع من اكتوبر من العام 2023 كان يقيم في دولة فلسطين نحو 5.6 مليون فلسطيني منهم 1.2 مليون شاب وشابة 18-29 سنة يشكلون ما نسبته 22% من إجمالي السكان في فلسطين نهاية عام 2023 فبلغ هذه النسبة في الضفة الغربية نحو 22% مقابل 21% في قطاع غزة.

 

التوزيع النسبي للسكان في فلسطين نهاية عام 2023

 

في ظل عدوان الاحتلال الاسرائيلي، اعداد مروعة من الشهداء والجرحى وخاصة الفئات الشابة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد أكثر من 39 ألف فلسطيني، مما يشكل ما نسبته 1.8% من إجمالي سكان القطاع، منهم حوالي 24% من الشباب (26% ذكور، و22% إناث). كما غادر القطاع عدة آلاف من الفلسطينيين منذ بداية العدوان. وقد بلغ عدد الشهداء الذين استشهدوا نتيجة المجاعة 34 شهيداً، وهناك حوالي 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 95 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود. أما عدد الشهداء في الضفة الغربية فقد وصل إلى 620 شهيداً، معظمهم من الشباب والأطفال، حيث بلغت نسبة الشهداء دون سن 30 سنة نحو 75%.

 

عدوان الاحتلال الاسرائيلي يؤثر على التركيب العمري للسكان وخاصة الفئات الشابة

بناء على هذه المعطيات فان معدل النمو المقدر في قطاع غزة لعام 2023 سينخفض من نحو 2.7% وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 الى نحو 1% فقط خلال عام 2024 وتحديدا بعد منتصف العام، اذ ستنخفض معدلات المواليد والانجاب بصورة كبيرة جدا نتيجة لتوجه الازواج لعدم الانجاب نظرا للأوضاع السائدة وخوفا على صحة الامهات والاطفال وانخفاض عدد حالات الزواج الجديدة خلال عدوان الاحتلال الاسرائيلي الى مستويات متدنية للغاية.

كما يتوقع ان يتأثر التركيب العمري والنوعي للسكان مباشرة نتيجة لاستهداف الجيش الإسرائيلي المتعمد لفئات محددة للسكان كالأطفال والشباب مما يؤدي الى تشوه في شكل الهرم السكاني خاصة في قاعدته، مع العلم ان هناك تأثير متوسط وبعيد المدى يتوقع ان يطال التركيب العمري للسكان يتمثل بانخفاض عدد المواليد للسنوات القادمة والذين يمثلون القاعدة الاساسية للهرم السكاني نتيجة لاستهداف فئة الشباب والتي تنجب او التي يتوقع ان تساهم في إنجاب الاطفال خلال السنوات القادمة.  

 

سبعة شهداء من بين كل ألف طالب وطالبة ملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة

بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين 653 طالب وطالبة، بواقع 619 طالب وطالبة في قطاع غزة و34 طالب وطالبة في الضفة الغربية. في حين ارتقى 105 عامل وعاملة ممن يعملون في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة نتيجة الغارات الجوية المستمرة. فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة 1,406 جريح وجريحة بواقع 1,283 جريح وجريحة في قطاع غزة و123 جريح وجريحة في الضفة الغربية. كما تم اعتقال ما يزيد عن 197 طالباً وطالبة ملتحقين في جامعات الضفة الغربية. (البيانات حتى تاريخ  (2024/08/06

 

88 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة حرموا من حقهم بالتعليم الجامعي

كرد فعل طبيعي للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة وحصيلة الشهداء من الطلبة والعاملين وتدمير البنية التحتية لعدد لا بأس به من الجامعات فقد تم تعطيل جميع مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة منذ بدء العدوان وحرمان حوالي 88 ألف طالب وطالبة من الذهاب إلى جامعاتهم، فيما حرم حوالي 39 ألف طالباً وطالبة من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة في قطاع غزة لهذا العام.

 

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات طوق للتعافي الاقتصادي بعد العدوان

شهد قطاع غزة انتشارًا واسعًا لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قبل العدوان الإسرائيلي، فقد أشارت بيانات المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي انتهى جمع بياناته عشية بدء العدوان على القطاع من عام 2023، إلى أن غالبية الشباب يستخدمون الإنترنت ويمتلكون هاتفًا ذكيًا. حيث أن حوالي 97% من الشباب في الفئة العمرية 18-29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان؛ 99% في الضفة الغربية و92% في قطاع غزة. كما أظهرت البيانات أن 93% من الشباب كانوا يمتلكون هاتفًا ذكيًا، بمعدل 99% في الضفة الغربية و83% في قطاع غزة.

ويرتبط قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل مباشر بمعيشة الأفراد ورفاهيتهم وبالنمو الاقتصادي لقدرته على توفير فرص مستدامة وشاملة للنمو والدخل، وكما ان موارد ومجالات العمل ضمن هذا القطاع خاصة في قدرته على الوصول الى الأسواق الخارجية دون الخضوع للقيود المفروضة من الاحتلال في كافة مجالات الحياة، وبمجرد توقف العدوان سيعد قطاع التكنولوجيا هو أسرع قطاع في اعادة التشغيل والاحياء لكونه يتطلب موارد ضئيلة للبدء تتمثل في الحاسوب المحمول والكهرباء والانترنت.

 

نسب مرتفعة للشباب الحاصلين على شهادات دراسية عليا يقابله معدلات بطالة عالية بينهم

يعد التعليم الاستثمار الحقيقي للفلسطينيين؛ نظرا لأهميته على الصعيدين الفردي والاجتماعي، فبيانات العام 2023 تشير إلى أنه من بين كل 100 شاب/شابة في العمر 18-29 سنة هناك 18 شاب/شابة حاصلون على درجة البكالوريوس فأعلى، ولعل الشابات الاوفر حظا، إذ ان 23 شابة من بين كل 100 شابة حاصلة على درجة البكالوريوس فأعلى مقابل 14 شاب من الذكور. بالمقابل فان معدلات البطالة تشكل التحدي الاكبر امام الشباب في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، اذ بلغت هذه المعدلات في العام 2023 في الضفة الغربية 56% بين الاناث و34% بين الذكور، ولعل اعلى معدلات للبطالة بين الشباب في الضفة الغربية في العمر 18-29 سنة سجلت بين الخريجين منهم من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى بواقع 48% بفرق واضح بين الشباب الذكور والاناث، 34% للذكور و61% للإناث.

أما في قطاع غزة، فتشير التقديرات الى ان معدلات البطالة في الربع الرابع 2023 وصلت الى 75%، حيث ان اعلى معدلات للبطالة كانت بين الشباب 18-29 بواقع 95% كما تشير التقديرات الى ان معدلات البطالة بين الشباب الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط فأعلى بلغت حوالي 91%.

 

حوالي 152 ألف شاب يعملون في القطاع غير المنظم

بلغ عدد الشباب (18-29 سنة) العاملين في القطاع غير المنظم لعام 2023 في الضفة الغربية 152,000 منهم 140,200 من الذكور مقابل 11,800 من الإناث، وتمثل نسبة الشباب العاملين في هذا القطاع نحو 44% من إجمالي الشباب العاملين في فلسطين.

 

حوالي نصف الشباب ليسوا في دائرة العمل أو التعليم/التدريب

47% من الشباب (18-29 سنة) خارج سوق العمل والتعليم/التدريب (الشباب غير المنخرطين في عمل او ملتحقين في التعليم/التدريب) في الضفة الغربية في العام 2023؛ وكانت الاعلى بين الاناث منها بين الذكور، اذ بلغت 61% للإناث مقابل 34% للذكور.