
للتعريف بعقلانية الشراء، خاصة حُمّى الشراء وهَوَس الإستهلاك في شهر رمضان الفضيل…
المشتري/المستهلك الرشيد/العقلاني: مصطلح يُستخدم في التسويق وعلم الاقتصاد للإشارة إلى الشخص الذي يحسن عمليات الشراء لتحقيق أكبر درجات المنفعة في حدود موارده المتاحة ويكون المستهلك رشيداً عندما يحاول تفهم سياسة وفلسفة تسويق السلع والخدمات، يتجنب الشراء العاطفي، يخطط لطلباته، ويستغل فرص مواسم التنزيلات الحقيقية، يشترى احتياجاته، يشتري ما يلزمه لا ما ينقصه، يساوم للحصول على سعر منخفض، يستطيع أن يميز بين الجيد والرديء من السلع، الانتفاع بكل سلعة إلى أقصى حد ممكن وذلك بتقليل الفاقد.
مميزات المشتري الرشيد أنه صاحب تحليل مدروس، حيث يتعامل المشتري الرشيد مع القرارات الشرائية بطريقة تحليلية، ويقوم بعمل مقارنة بين البدائل المتاحة في السوق، ولا يغفل عن تقييم مختلف العروض بناءً على قيمتها الحقيقية ويختار الأنسب له من حيث الجودة والسعر والفائدة. يسعى المشتري الرشيد للاستفادة من العروض الترويجية والخصومات، لكن لا يتخذ قراراته بناءً على هذه العروض فقط، وأهم صفة عنده هو أنه يوازن بين العرض واحتياجاته الفعلية، كما أن لديه وعي بالميزانية المتاحة له ويختار المنتجات أو الخدمات التي تتناسب مع قدراته المالية، يتجنب الإقبال على المنتجات باهظة الثمن التي قد لا تقدم قيمة مضافة تبرر السعر.
دور المشتري الرشيد في السوق: يساهم المشتري الرشيد في خلق بيئة تنافسية في السوق وذلك من خلال قراراته المدروسة، حيث أنه يُجبر الشركات على تحسين منتجاتها أو خدماتها وتقديم قيمة حقيقية للزبائن ويفضل الشركات التي تقدم منتجات ذات جودة عالية وسعر مناسب، وهذا يعني أن الشركات بحاجة إلى تحسين قدراتها من أجل تقديم حلول فعالة ومناسبة للزبون.
تأثير المشتري الرشيد على استراتيجيات التسويق: من أجل جذب المشتري الرشيد، يجب على الشركات التركيز على تقديم معلومات واضحة وشفافة حول منتجاتها وخدماتها، حيث يتطلب التسويق الفعّال تجاه هذا النوع من المشترين استخدام استراتيجيات تعتمد على المنطق والفائدة بدلاً من الاستراتيجيات العاطفية أو المغريات المبالغ فيها.
الجمعية الامريكية للطب النفسي تقول في دراساتها أنه لا يوجد مشتري أو مستهلك رشيد، و ذلك لأن المشتري يخضع للضغوط النفسية الداخلية الناتجة عن تأثير الحملات التسويقية التي تقوم فيها الشركات والتي بالعادة تقوم بتصميمها بالتعاون مع علماء النفس والمختصين من أجل التأثير على مراكز اتخاذ القرار عند المشتري وهو ما يعرف بالتسويق العصبي، بما معناه أنّه حتى لو تحدثنا عن مشتري عقلاني/رشيد فإن هذا المشتري ليس مستقلاً في قراره لأنه يخضع للضغوط نتيجة الحملات التسويقية وقد يكون التأثير من أحد المؤثرين عليه مثل أحد افراد العائلة أو النمط الاجتماعي الموجود في مكان عمله أو …..الخ!!!