يتخذ من منزله مكاناً للتصنيع... وغرفة النوم دليل آخر على الجريمة
حياة وسوق - ابراهيم ابو كامش - داهمت طواقم حماية المستهلك التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني وطواقم الضابطة الجمركية، مجددا أمس، بيت المتهم بتزوير مكسرات تالفة من منتجات المستوطنات، ليصل مجموع الكميات المضبوطة إلى 13 طنا من الجوز، الفستق، القطين، والفواكه المجففة. وجاءت عملية المداهمة أمس تنفيذا لأمر هيئة مكافحة الجرائم الاقتصادية.
وبينت وزارة الاقتصاد الوطني والضابطة الجمركية ان طواقمها عثرت في بيت المتهم بالتزوير بمدينة رام الله، أمس، على مزيد من السلع والمنتجات التالفة التي كان يحتفظ بها في «برندة» غرفة النوم حتى لا يعلم بها أحد، وهو ما ظهر جلياً في حديث زوجته التي اكدت أنها لا تعلم بهذه الكميات المغطاة بأقمشة وملابس، وعندما عرفت حقيقة ذلك ذهلت وخيم الصمت عليها.
وأشار تقرير للوزارة إلى ان الطواقم وجدت بداخل البيت كميات من اكياس اللوز ما يشير إلى ان أنه كان يجلب الكميات من المستوطنات الاسرائيلية في كراتين منتهية الصلاحية وتالفة ومن ثم يعيد وضعها في تلك الاكياس ويقوم بتصنيعها مرة أخرى في بيته الذي يحتوي على الادوات اللازمة لإجراء تلك العملية (خلاط، مجفف، محمص) حتى تباع على انها منتجات صالحة للاستهلاك البشري وبأسعار مغرية.
وبين التقرير قيام المزور بحرق كراتين تظهر على ان الكمية مصدرها مستوطنات وانها تالفة ومنتهية الصلاحية منذ فترة لا تقل عن سبع سنوات حتى يخفي معالم وحقيقة الجريمة، وقد تم ذلك في منزله المستأجر، الامر الذي ينم عن اصرار ومعرفة المزور بحقيقة هذه الكمية وما تحملها من اضرار على الموطنين. وأفاد شهود عيان من الحي الذي يقطن به المتهم بالتزوير انهم لم يشعروا بهذه الخفايا وما يدار في منزله، واكتفوا بالقول ان المذكور كان يأتي بسيارة محملة بأشجار تفرغ حمولتها دون معرفتهم ان هذه الاشجار كانت تستخدم للتمويه، وهي في حقيقة الامر تحمل منتجات مستوطنات تالفة، كما ان عمل التاجر كان يتم في اغلب الاحيان في ساعات متأخرة من الليل.
وبعد معاينة الكميات التي تم العثور عليها في المنزل اظهر التقرير وجود ديدان تحت آلات التصنيع وان المنزل في حالة يرثى لها، وفي ظروف تخزين سيئة جداً. وفي نهاية العملية تحفظت الطواقم على موجودات المنزل من الكميات المذكورة وتم نقلها الى مخازن الضابطة الجمركية. وقال وزير الاقتصاد الوطني د. جواد ناجي في تعقيبه على عملية المداهمة: «متابعتنا لهذه القضية، وبالتعاون الوثيق مع الضابطة الجمركية، قادت الى كثير من الخفايا التي كان المزور يخفي خيوطها بطرق ووسائل شائكة ومعقدة بهدف جني المال بأية طريقة، على حساب صحة وسلامة المواطن، ضارباً بعرض الحائط القوانين والأعراف والقيم والمبادئ الوطنية».
وأضاف د. ناجي «ان العمل المشترك والإشراف المباشر من رئاسة النيابة العامة لمكافحة الجرائم الاقتصادية وقيادة جهاز الضابطة الجمركية والإدارة العامة لحماية المستهلك هي عنوان النجاح، بأداء الطواقم لرسالتها بالحفاظ على سوق فلسطينية آمنة ومنظمة».
وأكد العقيد غالب ديوان، قائد الضابطة الجمركية ان «عملية التحقيق والرصد والمتابعة المشتركة والتناغم بالأداء ادت الى الكشف عن الوكر الذي يستعمله المزور للقيام بالغش والتدليس للسلع والمنتجات التالفة، وان ما قامت به طواقم الضابطة الجمركية وحماية المستهلك من أداء رائع هو وسام شرف على صدور هذه الاسود التي تسهر على حماية المواطن».