السياقة فن ذوق اخلاق .... بقلم الدكتور عدنان جودة
تركب سيارتك و تتجه إلى عملك أو إلى أي مكان آخر و تقول يا الله قبل أن تحرك سيارتك. ما أن تبدأ بتحريك السيارة حتى تبدأ بالالتزام بقوانين السير و تلتزم بالمقولة الشهيرة: القيادة فن و ذوق و أخلاق. تصل إلى وجهتك بحمد الله طبعا و لكن لا بد أن تصادف بعض السلوكيات التي تعكر دمك مثل:
1. ما أن تقف على إشارة قف حتى يبدأ سائق السيارة من خلفك بالتزمير و كأنك واقف تتشمس! تضطر أسفا إلى وضع السيارة نيوترال و سحب الهاندبريك و تنتظر لتسمع صوت هذا الشخص عندما ينفجر.
2. تسير في شارع و تكون هناك سيارة مركونة جنب الشارع على الجهة الأخرى. لا تهمك هذه السيارة لان حق الأولوية لك أنت، و لكن تفاجأ بان السيارة القادمة من الجهة الأخرى و بدون سابق إنذار قد انعطفت لتسير على نفس جهتك و الله وحده من يقدر و يلطف في هذه الحالة.
3. تقف السيارة التي تسير أمامك فجأة (بدون أي تحذير أو استخدام للغمازات) فتعتقد انه هدأ لان شخصا قطع الطريق أمامه، فتهدئ أنت من السرعة و تنتظر حتى تحرك لتتحرك أنت ورائها لان الطريق ضيقة و التجاوز الفجائي خطر عليك. تفاجأ عندما ينزل صاحبها منها و في هذه الحالة لك الله ما عليك سوى الرجوع قليلا إلى الخلف و إعطاء إشارة التجاوز لتتجاوزها. و تكون على وشك أن تقترح عليه: أنصحك بطلب سيارة خاصة تكون بدون غمازات فستكون ارخص.
4. تسير بسرعة معقولة و فجاه ترى رصاصة قد مرت من جانبك (سيارة تجاوزت بسرعة). يا سيدي عادي جدا، و لكن غير العادي أن تراه لاحقا يسوق على مهله و انه غير مستعجل نهائيا. هل يشعر بالسعادة عندما تجاوزني؟ أنا مستعد أن نذهب أنا و هو إلى ساحة كبيرة و أن اجعله يتجاوزني هناك 100 مرة ليرضي غروره لشهر مقبل.
5. ما أن تصل إلى مدرسة أولادك حتى ترى اكتظاظ السيارات و الإزعاج من التزمير المتواصل. و ترى انك مجبر على تحليل الموقف لمعرفة السبب و تفاجأ أن سبب كل هذه الفوضى: بعض الأهالي على رؤوسهم ريشة كبيرة جدا لدرجة انك تفكرهم دجاج أو طيور حبش: يركن سيارته أمام باب المدرسة مباشرة و يغلق الشارع على من خلفه و من أمامه (شارع ضيق قليلا) و على الجميع أن ينتظر حتى ينزل أولاده من السيارة مع حقائبهم و أن يودعهم و يوصيهم بالالتزام بالأخلاق الحميدة طبعا!
6. تكون تقود في طريق صعبة متجها نحو طريق رئيسي، تتمهل حتى تفضى الطريق أو حتى يعطف عليك احدهم لتدخل الطريق. يعلو صوت محرك سيارتك و ترتفع حرارتها حتى يتكرم احدهم أخيرا و يسمح لك بالخروج من هذه الأزمة. تشكره أنت طبعا على ذلك بإشارة من يدك و تخرج بإحصائية متواضعة: شكلوا بين كل 20 في واحد عندوا ذوق و أخلاق.
7. تسوق سيارتك في طريق ذات اتجاه واحد و فجاه ترى سيارة قادمة من الاتجاه الأخر (عكس السير). ينظر إليك متوقعا طبعا أن تعتذر له و أن ترجع إلى الوراء حتى يتمكن من إكمال طريقة. طبعا أنت تكون على وشك أن تضحك عندما ترى 100 سهم نازلة عليه تقول له: أنت المخالف!
8. تسوق في طريق ريفية ضيقة و تأتي سيارة من الجهة الأخرى. الذوق و الأخلاق تطلب من الاثنين النزول قليلا عن الشارع لتفادي الاصطدام. تستغرب عندما تصادف البعض ممن يتوقعون أن تنزل أنت وحدك بسيارتك و هو غير مستعد أن يتزحزح نهائيا. أنت طبعا تبحث عن تفسير لذلك السلوك و تضع الاحتمالات: ربما كانت سيارته أفضل من سيارتي؟ ربما كان هو شخصا فضل مني و يتوجب علي أن انزل إلى ألواد بسيارتي ليمر هو؟ ربما هو من عائلة أفضل من عائلتي؟ ربما هو اكبر مني سنا و يجب على احترامه؟ ربما هو اقوي مني جسديا؟ ربما هو اشطر مني و ما بنضحك عليه مثلي؟ ربما أضعت وقتي سدى عندما علموني في مدرسة السواقة أن القادة فن و ذوق و أخلاق؟ و تتكرر هذه المواقف و لا تجد حتى الآن تفسيرا مقنع لها!
9. تقود سيارتك و ترى احدهم يقطع الشارع من أمامك. تتمهل و تتوقف حتى يقطع الشارع و لكنك تستغرب جدا عندما تراه يبطأ من سرعته عمدا بدلا من أن يسرع قليلا و يشكرك على الوقوف له في مكان غير مخصص لمشاه!
10. تقود في شارع داخل المدينة أو القرية بسرعة و ترى بعض المشاة يسيرون في الطريق علما بان الرصيف فاضي و هو على بعد نصف متر منهم! تفكر قليلا أن تذهب و تقود سيارتك على الرصيف لولا الخوف من مخالفة رجال الشرطة!
11. تقود سيارتك و تكون معجبا بالسيارة التي تسير أمامك: ما شاء الله ربنا يهنيه فيها و يرزقنا مثلها. و فجأة و إلا علبة كولا أو عصير أو زرف شيبس تطير من شباك هذه السيارة. تكره على هذا النوع من السيارات إلى الأبد و ربما تحقد على ألمانيا التي صنعتها و قبلت أن يقودها هذا الشخص.
12. تخفض الضوء العالي عندما ترى سيارة أمامك ليلا لان الضوء العالي يؤثر على قدرة صاحب السيارة المقابلة على الرؤيا و ربما يتسبب هذا في حادث سير. تفاجأ عندما يبقي ضوء سيارته عاليا. سؤال بسيط لهذا الشخص المحترم: عندما يؤثر ضوء سيارتك على عيوني و لا أرى جيدا، ألا تعتقد أنني و بغير قصد ربما اصطدم بسيارتك؟ أم أن سيارتك مصفحة ولا يهمك؟
عندما نتصرف هذه التصرفات فمن البديهي جدا ازدياد الحوادث و الإصابات و حالات الوفاة. و عندما لا قدر الله يصاب احدهم نتيجة لهذه الممارسات، ترى الجميع بما فيهم هو يقولون: إنها إرادة الله! ألا يكفي أننا لم نقدر نعمة العقل التي وهبنا الله إياها لنتمادى و نلمح بأن هذا الحادث هو من تدبر الله؟ استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أطلت عليكم قليلا و أرحب جدا بأي انتقاد.
1. ما أن تقف على إشارة قف حتى يبدأ سائق السيارة من خلفك بالتزمير و كأنك واقف تتشمس! تضطر أسفا إلى وضع السيارة نيوترال و سحب الهاندبريك و تنتظر لتسمع صوت هذا الشخص عندما ينفجر.
2. تسير في شارع و تكون هناك سيارة مركونة جنب الشارع على الجهة الأخرى. لا تهمك هذه السيارة لان حق الأولوية لك أنت، و لكن تفاجأ بان السيارة القادمة من الجهة الأخرى و بدون سابق إنذار قد انعطفت لتسير على نفس جهتك و الله وحده من يقدر و يلطف في هذه الحالة.
3. تقف السيارة التي تسير أمامك فجأة (بدون أي تحذير أو استخدام للغمازات) فتعتقد انه هدأ لان شخصا قطع الطريق أمامه، فتهدئ أنت من السرعة و تنتظر حتى تحرك لتتحرك أنت ورائها لان الطريق ضيقة و التجاوز الفجائي خطر عليك. تفاجأ عندما ينزل صاحبها منها و في هذه الحالة لك الله ما عليك سوى الرجوع قليلا إلى الخلف و إعطاء إشارة التجاوز لتتجاوزها. و تكون على وشك أن تقترح عليه: أنصحك بطلب سيارة خاصة تكون بدون غمازات فستكون ارخص.
4. تسير بسرعة معقولة و فجاه ترى رصاصة قد مرت من جانبك (سيارة تجاوزت بسرعة). يا سيدي عادي جدا، و لكن غير العادي أن تراه لاحقا يسوق على مهله و انه غير مستعجل نهائيا. هل يشعر بالسعادة عندما تجاوزني؟ أنا مستعد أن نذهب أنا و هو إلى ساحة كبيرة و أن اجعله يتجاوزني هناك 100 مرة ليرضي غروره لشهر مقبل.
5. ما أن تصل إلى مدرسة أولادك حتى ترى اكتظاظ السيارات و الإزعاج من التزمير المتواصل. و ترى انك مجبر على تحليل الموقف لمعرفة السبب و تفاجأ أن سبب كل هذه الفوضى: بعض الأهالي على رؤوسهم ريشة كبيرة جدا لدرجة انك تفكرهم دجاج أو طيور حبش: يركن سيارته أمام باب المدرسة مباشرة و يغلق الشارع على من خلفه و من أمامه (شارع ضيق قليلا) و على الجميع أن ينتظر حتى ينزل أولاده من السيارة مع حقائبهم و أن يودعهم و يوصيهم بالالتزام بالأخلاق الحميدة طبعا!
6. تكون تقود في طريق صعبة متجها نحو طريق رئيسي، تتمهل حتى تفضى الطريق أو حتى يعطف عليك احدهم لتدخل الطريق. يعلو صوت محرك سيارتك و ترتفع حرارتها حتى يتكرم احدهم أخيرا و يسمح لك بالخروج من هذه الأزمة. تشكره أنت طبعا على ذلك بإشارة من يدك و تخرج بإحصائية متواضعة: شكلوا بين كل 20 في واحد عندوا ذوق و أخلاق.
7. تسوق سيارتك في طريق ذات اتجاه واحد و فجاه ترى سيارة قادمة من الاتجاه الأخر (عكس السير). ينظر إليك متوقعا طبعا أن تعتذر له و أن ترجع إلى الوراء حتى يتمكن من إكمال طريقة. طبعا أنت تكون على وشك أن تضحك عندما ترى 100 سهم نازلة عليه تقول له: أنت المخالف!
8. تسوق في طريق ريفية ضيقة و تأتي سيارة من الجهة الأخرى. الذوق و الأخلاق تطلب من الاثنين النزول قليلا عن الشارع لتفادي الاصطدام. تستغرب عندما تصادف البعض ممن يتوقعون أن تنزل أنت وحدك بسيارتك و هو غير مستعد أن يتزحزح نهائيا. أنت طبعا تبحث عن تفسير لذلك السلوك و تضع الاحتمالات: ربما كانت سيارته أفضل من سيارتي؟ ربما كان هو شخصا فضل مني و يتوجب علي أن انزل إلى ألواد بسيارتي ليمر هو؟ ربما هو من عائلة أفضل من عائلتي؟ ربما هو اكبر مني سنا و يجب على احترامه؟ ربما هو اقوي مني جسديا؟ ربما هو اشطر مني و ما بنضحك عليه مثلي؟ ربما أضعت وقتي سدى عندما علموني في مدرسة السواقة أن القادة فن و ذوق و أخلاق؟ و تتكرر هذه المواقف و لا تجد حتى الآن تفسيرا مقنع لها!
9. تقود سيارتك و ترى احدهم يقطع الشارع من أمامك. تتمهل و تتوقف حتى يقطع الشارع و لكنك تستغرب جدا عندما تراه يبطأ من سرعته عمدا بدلا من أن يسرع قليلا و يشكرك على الوقوف له في مكان غير مخصص لمشاه!
10. تقود في شارع داخل المدينة أو القرية بسرعة و ترى بعض المشاة يسيرون في الطريق علما بان الرصيف فاضي و هو على بعد نصف متر منهم! تفكر قليلا أن تذهب و تقود سيارتك على الرصيف لولا الخوف من مخالفة رجال الشرطة!
11. تقود سيارتك و تكون معجبا بالسيارة التي تسير أمامك: ما شاء الله ربنا يهنيه فيها و يرزقنا مثلها. و فجأة و إلا علبة كولا أو عصير أو زرف شيبس تطير من شباك هذه السيارة. تكره على هذا النوع من السيارات إلى الأبد و ربما تحقد على ألمانيا التي صنعتها و قبلت أن يقودها هذا الشخص.
12. تخفض الضوء العالي عندما ترى سيارة أمامك ليلا لان الضوء العالي يؤثر على قدرة صاحب السيارة المقابلة على الرؤيا و ربما يتسبب هذا في حادث سير. تفاجأ عندما يبقي ضوء سيارته عاليا. سؤال بسيط لهذا الشخص المحترم: عندما يؤثر ضوء سيارتك على عيوني و لا أرى جيدا، ألا تعتقد أنني و بغير قصد ربما اصطدم بسيارتك؟ أم أن سيارتك مصفحة ولا يهمك؟
عندما نتصرف هذه التصرفات فمن البديهي جدا ازدياد الحوادث و الإصابات و حالات الوفاة. و عندما لا قدر الله يصاب احدهم نتيجة لهذه الممارسات، ترى الجميع بما فيهم هو يقولون: إنها إرادة الله! ألا يكفي أننا لم نقدر نعمة العقل التي وهبنا الله إياها لنتمادى و نلمح بأن هذا الحادث هو من تدبر الله؟ استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أطلت عليكم قليلا و أرحب جدا بأي انتقاد.