الرئيسية » الاخبار »   28 شباط 2014  طباعة الصفحة

متفاجئون على مدار الساعة حيث لا يستقيم التفاجؤ بقلم: صلاح هنية

تذهلني تلك الحالة من التفاجؤ التي تسود اوساط غالبية المسؤولين الفلسطينيين إذا لم تعد حالة تفاجئ دائمة حتى بت أكرر نفسي داعيا إلى تأسيس التجمع الوطني للمتفاجئين ( مفاجأة ) ليضم في صفوفه كل المتفاجئين والجاهزين للتفاجؤ مستقبلا.
في المقابل لا يجوز للمواطن/ة الفلسطيني أن يذهل أو يتساءل عن عديد القضايا التي يعيشها يوما بيوم ويصبح استفساره محط استغراب اذا لم يكن استهجانا أصلا، إذ ليس من حق المواطن العادي أن يستغرب هذا التضخيم لشخصية مواطن اسمه محمد دحلان وتحويله إلى قوة كبرى تتحكم بحاضرنا ومستقبلنا وهو ليس كذلك.
المواطن/ة مدان ان عبر عن همه عبر الاعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر شكوى مقدمة من خلال جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، نعم ليس من حق المواطن/ة أن يشكو ارتفاع الاسعار، أو أن يشكو تعاطي البنوك معه كزبون دون الحفاظ على حقوقه الاساسية، أو أن يطالب بحقوقه كمشاهد ومستمع وقارئ لوسائل الإعلام المختلفة. 
سبحان الله على حد قول خطيب مسجد حينا ( يتفاجأون من قيام الاحتلال باقرار من يحق له السيادة على المسجد الاقصى المبارك وها هم اليوم يمنعون الصلاة في المسجد الاقصى).
على مستوى القضايا الداخلية فالتفاجؤ سيد الموقف ...
نتحدث عن الحكومة الإلكترونية ولكننا نعيد المرضى من المشافي انتظارا لتجديد التحويلة للعلاج ومن ثم يطلب منهم اثبات سريان مفعول التأمين الصحي ولا يوجد ربط الكتروني بين اجهزة وزارة الصحة نفسها ... وتقع المفاجأة من تحول هذه القضية إلى قضية رأي عام.
نتحدث عن الحكومة الالكترونية وما زال ملف السيارة التي يتم شراؤها من جنين مثلا لا يمكن ترخيصها في رام الله لأن الملف لا يأتي بل يؤتى حيث هو.
وتستمر المفاجأة من عدم توفر الادوية في مستودعات وزارة الصحة وعيادات الحكومة ويصبح التأمين الصحي وثيقة فقط دون أي استخدام، وكأن الأمر مجرد مفاجأة وليس إجراءات وقرارات تحل الاشكالية من اساسها وليس التفاجؤ وليس السؤال من هو هذا الذي كتب عن ارجاع مرضى السرطان من مشفى المطلع في القدس، ومن هو ذاك الذي كتب عن غياب الادوية من وزارة الصحة، بل يجب أن نقول اين هي اجراءاتنا الفعلية لتجاوز هذه الاوضاع.
وقد يتفاجئ هذا المسؤول أن نقلت له تلك الحكاية في أحدى مشافي دولة فلسطين ( طفل حمله والديه إلى المشفى في طوارئ الاطفال فقيل لهم يحتاج إلى محلول غير توفر اذهبوا لشرائه من الصيدلية وعندما عادوا بالمحلول قيل لهم اين العبوة التي سنحل فيها المحلول عادوا ليبتاعوها ومرة ثالثة قيل اين المياه التي سنحل بها المحلول )
انا شخصيا قلت لاسرته هذا ليس ذنب وزارة الصحة ولا وزارة المالية هذه مسؤوليتكم انتم لماذا مرض هذا الطفل! لماذا وقع طفل أخر فشج رأسه فلم يجد خيوط لقطب موقع الجرح في أحدى مشافي وزارة الصحة!
يتفاجئ بعض المسؤولين ايضا من فرق السعر في منتجات غذائية وحليب الاطفال بين السوق الإسرائيلي والسوق الفلسطيني حيث يباع حليب الاطفال في السوق الإسرائيلي ب 40 شيكل ويباع ذاتي في سوقنا ب 69 شيكل، وبعض اخرى من المنتجات، وهذا ما أكده عدد من كبار تجار جملة الجملة، جواب احد المستمعين قال استقلوا سيارة نمرة صفراء عمومي واجلبوا الحليب بطلع أوفر ماليا.
يتفاجئ مسؤولون انه لا يوجد نظام واضح لمنح المكافآت في الوزارات والهيئات وهذا التفاجأ يأتي متأخرا بعد اجتياز امتحان الجاهزية امام العالم، ولماذا لا يكون هذا النظام قائما وواضحا ويساءل على اساسه.
لا زال البعض متفاجئ من كون العالم يتوجه نحو مقاطعة إسرائيل وقيام بنوك بسحب استثماراتها في بنوك إسرائيلية بسبب غجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني، وتأتي المفاجأة ان السوق الفلسطيني لا زال لا يأبه بالمنتجات الفلسطينية ويذهب للتسوق من رامي ليفي ويمتلك القدرة على إعادة تغليف تمور المستوطنات ويسوق محاصيل من المستوطنات.
اتمنى أن يفيق غالبية المسؤولين من حالة المــــفاجأة لأنها لا تستقيم مع مواقعهم لأنهم يحملون مسؤولية جوهرها اتخاذ إجراءات تيسّر شؤون الناس وتتصدى للسلبيات وعلاجها ضمن سياسات واستراتيجيات واضحة المعالم.
اتمنى أن يعي المسؤول الفلسطيني أن التفاجئ تعبير عن تعاطي سلبي مع القضايا المفصلية التي تحتاج إلى معالجة.
اتمنى أن يعلم المسؤول الفلسطيني أن المواطن الفلسطيني لا يطلب المستحيل ولكنه يتعاطى مع الممكن والممكن هو الربط الالكتروني بين الوزارات المختلفة والربط الالكتروني بين الوزارة الواحدة، وعدم ارتفاع الاسعار لذات السلعة في السوق الفلسطيني عنها في السوق الإسرائيلي.